عبدالله بن سعيد بن مسلم بن عبيد ؛ وهو أبو نصيرة - عن أسماء بنت يزيد بن السكن قالت : أتيت رسول الله صلي الله عليه وسلم وهو جالس مع أصحابه ، فقلت : يا رسول الله ! إني وافدة النساء إليك ، إنه ليس من امرأة سمعت بمخرجي إليك إلا وهي على مثل رأيي ، وإن الله تبارك وتعالى بعثك إلى الرجال والنساء ؛ فآمنا بك وبالهدى الذي جئت به ، وإن الله قد فضلكم علينا - معشر الرجال - بالجماعة والجمعة ، وعيادة المرضى ، واتباع الجنائز ، وأفضل من ذلك الجهاد في سبيل الله ، وإن أحدكم إذا خرج غازياً أو حاجاً أو معتمراً ؛ حفظنا أموالكم ، وغزلنا أثوابكم ، وربينا لكم أولادكم ، وإنا - معشر النساء - مقصورات محصورات قواعد بيوتكم (أفما نشارككم في هذا الأجر) ؟ فأقبل رسول الله صلي الله عليه وسلم على أصحابه بوجهه كله فقال : "سمعتم بمثل مقالة هذه المرأة ؟" ، قالوا : ما ظننا أن أحداً من النساء تهتدي إلى مثل ما اهتدت إليه هذه المرأة ! فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : "اعلمي - وأعلمي من وراءك من النساء - أن حسن تبعل المرأة لزوجها ، واتباعها موفقته ومرضاته ؛ يعدل ذلك كله" . فانطلقت تهلل وتكبر وتحمد الله عز وجل استبشاراً . أخرجه أسلم بن سهل الواسطي المعروف بـ (بحشل) في "تاريخ واسط" (ص 83-84) تحت باب "من روى عن أسماء بنت يزيد بن السكن