اعلن مكتب النائب في فنزويلا أن معدل جرائم القتل في بلاده ارتفع إلى ما يقرب من 60 حالة قتل في اليوم العام الماضي، بمعدل 70.1 لكل 100 ألف نسمة، وهو أعلى معدل في العالم، بعد أن كان 45 في اليوم عام 2015، بمعدل 58 لكل 100 ألف نسمة، وذلك بسبب أزمة اقتصادية وسياسية عميقة أدت إلى تفاقم العنف في البلاد.
زيادة القتل
ذكر تقرير نشره موقع businessinsider أن «المدعية العامة لويزا أورتيجا دياز ذكرت في مؤتمر صحفي إن فنزويلا شهدت 21.752 جريمة قتل عام 2016، اتهم فيها 13.334 شخصا، ووجهت تهمة رسمية لنحو 5796 شخصا. كما بلغ عدد طلبات الاعتقال 3350 طلبا، نفذ منها 211 طلبا».
وأضاف أن «مرصد العنف الفنزويلي سجل 28.479 وفاة عنيفة عام 2016، وهو معدل قتل يبلغ 91.8 لكل 100 ألف شخص، رغم أن الأرقام تشمل حالات قتل قالت الحكومة إن الضحايا فيها كانوا يقاومون السلطة، أو إن الدوافع وراء القتل لم تكن واضحة، وباستثناء هاتين الفئتين، يرتفع معدل الجرائم إلى 59 لكل 100 ألف شخص».
خطط فاشلة
أوضح التقرير أن «فنزويلا لم تكن تنشر بيانات رسمية عن الجريمة، ولا سيما خلال السنوات القليلة الماضية، مما جعل تتبع العنف في البلد أمرا صعبا، وفي غياب بيانات الحكومة لجرائم القتل، قدمت مجموعات حقوقية تقديرات، وهو ما أدى إلى تضخم أعداد القتل، وخاصة في العاصمة كاراكاس، والتي تعد واحدة من أكثر المدن عنفا في العالم».
وكشف أن «العديد من خطط أمن الدولة وحملات نزع السلاح في السنوات الأخيرة فشلت في كبح العنف، نظرا لسهولة الوصول الى الأسلحة، ومشاركة الشرطة في الجرائم، وارتفاع مستويات الإفلات من العقاب بنسبة 92 %»، مشيرا إلى أن هناك اعتقاد راسخ بين الفنزوليين بأن التدابير القوية لمكافحة الجريمة هي السبيل الفعال الوحيد للتصدي للمخالفات القانونية.
السبب الرئيسي للوفاة
أبان التقرير إن «عام 2016 قتل فيه 414 فردا من قوات الأمن، 291 من أفراد الشرطة، و 93 من العسكريين، و 30 من الحراس، وكان الدافع الرئيسي لقتل أفراد الأمن العام الماضي سلب أسلحتهم في الخدمة، ومعظم عمليات القتل حدثت في ولاية ميراندا التي تحد العاصمة كراكاس»، مشيرا إلى أن السجلات الرسمية تؤكد أن شهر سبتمبر العام الماضي شهد 65 عملية إعدام دون محاكمة، في حين سجلت 10 حالات فقط في 2015.
وذكرت منظمة اليونيسف في تقرير أواخر عام 2014 إن «القتل هو السبب الرئيسي للوفاة بين الشباب في فنزويلا»، مضيفة أن تدهور الحالة الاقتصادية والصراع السياسي المتقلب والعنف المتصاعد غذى موجة القتل بين الناس.
مغادرة البلاد
قال مدير المختبر الدولي للهجرة ايفا ندي لافيغا أن «موجة القتل دفعت المواطنين إلى الهجرة، ففي عام 1992 كان هناك 50 ألف فينزولي يعيشون في الخارج، ولكن هذا العدد ارتفع حاليا الى 2.5 مليون نسمة أي 8.3 % من سكان البلاد»
وأضاف أن «بلدان مجاورة مثل تشيلي وكولومبيا إستقطبت أعدادا كبيرة من الفنزوليين، وأصبحت الولايات المتحدة أيضا وجهة رئيسية لهم، فيما أعلنت البيرو مؤخرا أنها ستسمح لآلاف الفنزوليين بالعيش والعمل هناك». جريدة الوطن