أحدثت مجزرة خان شيخون التي ارتكبها النظام السوري وتسببت في مقتل واصابة المئات، تحولا كبيرا في الموقف الأمريكي من نظام الأسد، وصل حد التلويح بعمل عسكري ضده.
وقال مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية، اليوم الخميس، إن الولايات المتحدة لم تستبعد ردا عسكريا على الهجوم بالغاز السام في سوريا، وألقت واشنطن بالمسؤولية عنه على الحكومة السورية.
وردا على سؤال عما إذا كان قد تم استبعاد الخيار العسكري قال المسؤول “لا”. وليس واضحا حجم التخطيط العسكري الأمريكي القائم بشأن ضرب أهداف مرتبطة بنظام بشار الأسد.
“نقطة تحول”
وفي سياق متصل قال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، يان إيجلاند، اليوم الخميس بعد اجتماع أسبوعي لبحث الوضع الإنساني في سوريا، إن تجدد الاهتمام الأمريكي بالحرب الدائرة هناك محل ترحيب إذا ما قاد إلى جهد أمريكي روسي جديد من أجل التوصل إلى حل سياسي.
وقال إيجلاند للصحفيين في جنيف، بعد يومين من الهجوم الكيماوي في بلدة خان شيخون بمحافظة إدلب “أتمنى أن تكون هذه نقطة تحول.”
وأضاف “مع قول كل زعماء العالم هؤلاء مرة أخرى إنهم استفاقوا على معاناة المدنيين التي نراها كل يوم، فإني آمل أن يكون ذلك ميلادا جديدا للدبلوماسية و(للجهود) الإنسانية والسياسية.”
وعبر جميع المشاركين في اجتماع الأمم المتحدة، الذي ضم قادة إقليميين ودوليين دون مشاركة سوريا، عن غضبهم من الهجوم. لكن إيجلاند قال إن جميعهم بحاجة إلى دعم الجهود الرامية لوضع حد سلمي للحرب.
وأضاف “هناك أطراف كثيرة للغاية تغذي هذه النار وعدد قليل جدا يأتي بأطراف الصراع إلى مائدة التفاوض.”
وقال إن الأمم المتحدة طلبت من أمريكا وروسيا وإيران وتركيا التوصل إلى هدنة إنسانية في سوريا لمدة 72 ساعة وحرية دخول المساعدات للمناطق المحاصرة والتي يصعب الوصول إليها بما في ذلك نحو 400 ألف شخص محاصرين في الغوطة الشرقية قرب دمشق.
وقال “الجميع متفقون، بما في ذلك الروس، على أن الوضع هناك خطير جدا وأن هناك حاجة لترتيب خاص.. اتفاق خاص بالغوطة الشرقية. لا أحد يريد أن يرى شرق حلب أخرى تتكرر أمام أعيننا. يجب أن نتعلم من العجز المروع عن مساعدة المدنيين هناك.”
وتريد الأمم المتحدة من النظام السوري أن يعطي الضوء الأخضر لوصول قوافل الإغاثة لإمداد مليون مدني تحت الحصار أو في مناطق يصعب الوصول إليها بالمساعدات. وقال إيجلاند إن النظام وافق على ثلث الطلبات فحسب ومنحت موافقات مشروطة لأربعين في المئة أخرى.
ويعترض نظام الأسد على تقديرات الأمم المتحدة لأعداد المدنيين وهو ما قال عنه إيجلاند إنه انتهاك لاتفاق بشأن المساعدات الإنسانية أبرم في فيينا في مايو أيار 2016.
وقال رئيس النظام السوري بشار الأسد في مقابلة نشرت اليوم الخميس “ليس لدينا خيار سوى أن ننتصر بالحرب”.
وقال إيجلاند “ردي عليه وعلى جماعات المعارضة التي تعتقد أيضا في حل عسكري هو أن المرء بعد ست سنوات من الحرب يجب أن يكون قد تعلم حقا أن هذه (الحرب) لن تكون لها نهاية عسكرية وإنما نهاية عبر التفاوض. العنف سيستمر”.
واتهمت الدول الغربية النظام السوري بالهجوم بأسلحة كيميائية على خان شيخون، فيما قالت روسيا إن الوفيات نجمت عن تسرب للغاز من مستودع كانت فصائل المعارضة تخزن فيه أسلحة كيماوية وذلك بعد ضربة جوية سورية.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اتهم النظام السوري بشار، أمس الأربعاء، “بتجاوز الخطوط الحمراء”، معلنا تغير موقفه تجاه سوريا ونظام الأسد، وهدد بالرد لكنه لم يوضح كيف سيكون هذا الرد.