السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين من فضلكــ لآ تدع الشيطان يمنعك ..ردد .. معــي .. سُبْحانَ اللهِ وَالْحَمْدُ للهِ وَلا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ وَاللهُ اَكْبَرُ
سئل ابن باز رحمه الله : عن شرح هذا الحديث شرحاً موجزاً،
وهل جميع ما خلقهالله تعالى في هذه الدنيا ملعون، أم كيف ذلك؟
الحديث لا بأس بإسناده ولفظه: (الدنيا ملعونةملعون ما فيها إلا ذكر الله وما ولاه أو عالماً أو متعلماً) والمعنى أن اللعن الذم، يعني مذمومة، اللعن الذم، ومنه قوله -سبحانه وتعالى-: وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي القُرْآنِ[الإسراء: 60] يعني المذمومة، لأن الله قال فيها: إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ * طَعَامُ الْأَثِيمِ * كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ * كَغَلْيِ الْحَمِيمِ[الدخان: 43-46] فذمها، فاللعن هنا بمعنى الذم، يعني مذمومة الدنيا؛ لأن أكثر من فيها اشتغلوا بها عن الآخرة، وصدتهم عن الآخرة، بزخرفها وشهواتها، فهي مذمومة مذموم ما فيها، إلا ذكر الله -سبحانه وتعالى- بقراءة القرآن بالتسبيح والتهليل بما في القلوب من ذكر الله وتعظيمه وما والى ذلك من طاعة الله وترك معاصيه، فهذا ممدوح ليس بمذموم، وهكذا المؤمنون والمؤمنات فإنهم مما يلي ذكر الله لأنهم أهل ذكر لله، والقائمون بذكر الله، وهكذا العلماء والمتعلمون من خواص المؤمنين، فالمؤمنون والمسلمون والعلماء الشرعيون والمتعلمون للشرع كلهم خارجون من هذا الذم. فالدنيا مذمومة مذمومٌ ما فيها من مما يصد عن ذكر الله والدار الآخرة، أما ما كان يتعلق بذكر الله والدار الآخرة من طاعة الله ورسوله وترك المعاصي، وهكذا من فيها من المؤمنين والمؤمنات، فإن هؤلاء هم عباد الله، وهم الصلحاء من العباد، وهم الأخيار من العباد، وهم الذين يذكرون الله، يقومون به يعملون به، فهم غير داخلين في الذم،
وكذلك العلماء الذين يعلمون الشرع ويدعون إلى الله ويبصرون الناس بالحق، وهكذا المتعلمون طلاب العلم الشرعي، هؤلاء كلهم غير داخلين في الذم، وهم من خواص أهل الإيمان أهل ذكر الله -سبحانه وتعالى-، فاتضح بهذا أن ذكر الله -عز وجل- من صلاة وصيام وكلام طيب كالتسبيح والتهليل وقراءة القرآن ونحو ذلك كل هذا غير داخل في الذم، وهكذا ما والى ذلك من أداء العباد طاعة ربهم، وتركهم معاصيه -سبحانه وتعالى- فهم غير داخلين في هذا الذنب؛ لأنهم أهل طاعة الله، وأهل الإيمان به، فهم الموالون لذكر الله -عز وجل-، وهكذا ما يتعلق بالعلم والعمل والعلماء والمتعلمون لشرع الله -عز وجل- والدعاة إليه كلهم من خواص المؤمنين غير داخلين في الذم. والله ولي التوفيق. أثابكم الله
الجمع بين النّهي عن سب الدهر و حديثالدنيا ملعونة )؟
سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في لقاء الباب المفتوح : هل هناك تعارض بين قول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( لا تسبوا الدهر فأنا الدهر ) وبين قوله في حديث آخر: ( الدنياملعونةملعون ما فيها ) إلى آخر الحديث؟
فأجاب أولاً: الحديث الثاني الذي ذكرت في صحته نظر عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإذا قدر أنه صحيح فإن هذا لا ينافي قول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( لا تسبوا الدهر ) لأن هذا خبر، والسبّ يقصد به اللوم والعيب والعتب على المسبوب، ومعنى كونه خبراً: أن الدنيا ليس فيها خير، لا هي ولا ما فيها، إلا ذكر الله وما والاه وعالم أو متعلم، وفرق بين الخبر والإنشاء، وأما السب ففيه إنشاء، إنشاء اللوم والقدح للمسبوب، وأما الخبر فهو خبرٌ عن حال الشخص أو عن حال الشيء، كقول لوط عليه الصلاة والسلام: ((هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ )) [هود:77]، هو لم يُرد أن يسبّ هذا اليوم ويقدح فيه، لكنه أراد أن يخبر بأنه يوم شديد عليه، فيجب الفرق بين الإنشاء والقدح والذم وبين مجرد الخبر، وهذا حسب نية الإنسان،لكن الغالب في قول القائل:لا بارك الله في هذا اليوم، وقول القائل: لا بارك الله في الساعة التي أتت بك،
هذا في الغالب يراد به السب، فلينتبه اللبيب للفروق الدقيقة.