تتسم المملكة العربية السعودية والأردن بعلاقة مميزة أسهمت هذه العلاقة في رسم الكثير من المعطيات التاريخية والسياسية والاقتصادية والجغرافية، فعلى مر التاريخ ظلت العلاقات بين البلدين الشقيقين قائمة على الاحترام المتبادل، تجلى ذلك في وقوف المملكة بجانب الأردن في كافة المجالات، فلم تتأخر المملكة في إنشاء أكبر مدينة سكنية تاريخية في الأردن محاذية لمدينة الزرقاء الأردنية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- والتي أطلق مشروعها بحضور جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، وتبلغ مساحة المدينة 25 ألف دونم وتخدم 70 ألف وحدة سكنية يستفيد منها 370 ألف مواطن من ذوي الدخل المحدود والمتوسط، كما لم تتوانى المملكة في تلبية النداء حول طريق يطلق عليه الأردنيين طريق الموت وهو طريق العمري - الأزرق - الزرقاء - عمّان الحدودي مع المملكة، والذي يعد من الطرق الرئيسية الهامة، وتكمن أهميته في حركة شحن البضائع والترانزيت وحركة الركاب والمسافرين بين المملكة ودول الخليج والأردن إلى دول الجوار، لتعتمد المملكة مشروعاً لتأهيل وتحسين الطريق الذي يبلغ طوله 110 كلم يتضمن أربعة مسارات بمنحة من خلال الصندوق السعودي للتنمية بقيمة إجمالية تبلغ 270 مليون دولار، إضافة إلى طريق مطار الملكة عليا في العاصمة الأردنية عمان والذي تم إنجازه بمنحة من المملكة من خلال الصندوق السعودية للتنمية بمبلغ وصل إلى 85 مليون دولار، ولم تكتفي المملكة بالوقوف بجانب شقيقتها الأردن بل شاركت في تحسين عدد من الطرق الزراعية في القرى والمحافظات وطريق المفرق والذي يعد شريان رئيسي لأهالي الأردن والمسافرين العابرين، وجميع ذلك لم يأتي من المملكة للأردن إلا من الاهتمام في تجسيد للعلاقة بين البلدين الشقيقين.