استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي،أمس الاحدرئيس الكونجرس اليهودي العالمي، رونالد لاودر، بقصر الاتحادية ،وذلك قبل زيارته المقررة إلى واشنطن، في أوائل شهر أبريل المقبل، بحضور رئيس المخابرات العامة، خالد فوزي، وثائر مقبل، مستشار رئيس الكونجرس اليهودي العالمي لشؤون الشرق الأوسط.
وقال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، علاء يوسف، إن السيسي أكد خلال اللقاء انفتاح مصر على التواصل مع جميع أطياف المجتمع الأمريكي، بهدف تعزيز جسور التواصل والتفاهم المشترك حول طبيعة التحديات التي تواجه المنطقة، وسبل التصدي لها.
ووصف السيسي العلاقات المصرية الأمريكية بأنها "علاقات وثيقة وممتدة وذات طبيعة إستراتيجية"، مؤكدا أن المرحلة المقبلة تتطلب تعزيز هذه العلاقات على جميع الأصعدة.
وأكد أن مصر تبذل أقصى جهد لتسوية الأزمات القائمة في المنطقة، انطلاقا من موقف ثابت بضرورة الحفاظ على الدولة الوطنية، والعمل على دعم مؤسساتها وتعزيز تماسكها، بما يحقق وحدتها وسلامة أراضيها، منبها إلى أهمية ذلك في محاصرة الإرهاب في المنطقة، وإنهاء حالة الفراغ التي أتاحت تمدده خلال السنوات الماضية.
وفي هذا السياق، أشار السيسي، وفق علاء يوسف، إلى أهمية قيام المجتمع الدولي ببذل مزيد من الجهد في مواجهة الإرهاب، واستئصال جذوره، مؤكدا أن مواجهة الإرهاب يجب ألا تقتصر على الجانب العسكري والأمني فحسب، ولكن تمتد لتشمل الأبعاد التنموية، وكذا الأبعاد الثقافية بما تتضمنه من تجديد الخطاب الديني، والارتقاء بجودة التعليم، حسبما قال.
ومن جهته، أعرب لاودر عن تقديره للجهد الكبير الذي تبذله مصر في الحرب على الإرهاب، ومواجهته على نحو حاسم، فضلا عن جهود الإصلاح الاقتصادي المتواصلة، التي تهدف لزيادة حجم الاقتصاد المصري، وتحسين تنافسيته العالمية، وفق تعبيره.
وتعليقا على زيارة السيسي المرتقبة إلى الولايات المتحدة، ولقائه بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اعتبر لاودر أن الزيارة تكتسب أهمية خاصة في تطوير علاقات المشاركة الإستراتيجية بين البلدين، ودفعها نحو آفاق أرحب، خاصة في ضوء ما يكتنف المنطقة من تحديات كبرى، يأتي على رأسها خطر الإرهاب، وانتشار الأزمات السياسية والأمنية في عدد من دول المنطقة، على حد قوله.
وعن اللقاء إجمالا، قال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة إن اللقاء تطرق إلى بحث القضايا الإقليمية والدولية، حيث أكد حرص مصر على مواصلة الإسهام بشكل إيجابي في تهيئة المناخ اللازم لاستئناف مفاوضات السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، بهدف التوصل إلى حل عادل وشامل ونهائي، يستند إلى حل الدولتين، وقيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية.
وأضاف أن لاودر أشار في هذا الإطار إلى التقدير الكبير في الولايات المتحدة لجهود السيسي في تعزيز قيم التسامح وقبول الآخر، فضلا عن محاربة الأفكار المتطرفة، مؤكدا أن مواقف مصر في هذا الشأن اكتسبت أهمية مضاعفة في ضوء تنامي الأعمال الإرهابية، وانتشارها لتشمل مناطق مختلفة في العالم، وليس الشرق الأوسط فقط، بحسب قوله.
يُذكر أن رئيس الكونجرس اليهودي العالمي، رون لاودر، هو صاحب أكبر شركات مستحضرات للتجميل في العالم، ومصنف باعتباره أحد أغنى مليارديرات وأغنياء العالم، وفقا لمجلة "فوربس" الأمريكية.
كما أنه معروف بتأييده وتمويله الدائم لرئيس الوزراء الإسرائيلي المتطرف، بنيامين نتن، ومن أكبر الداعمين للمؤسسات اليهودية عبر العالم، وكذلك هو من أكثر الذين خدموا "إسرائيل"، حتى إن المسئولين الصهاينة أطلقوا اسمه على أحد أكبر المراكز الأكاديمية هناك.
وللاودر تصريح شهير في عام 2013 هدد فيه بأنه لن يبقى صامتا أمام ما يتعرض له المسيحيون في الدول العربية، ولن يتركهم يعانون من ويلات الاضطهاد، مشددا على أن اليهود يدعمون بقوة المسيحيين في دول الربيع العربي، وفق قوله.
ومن جهته، دأب السيسي على عقد لقاءات بممثلي المؤسسات اليهودية الكبرى العاملة على الساحة الأمريكية والدولية، سواء في مصر أو في الولايات المتحدة، ولا تخلو زيارة له إليها من عقد مثل هذه اللقاءات.
وكان البيت الأبيض أعلن موعدا لزيارة السيسي، هو اليوم الثالث من شهر أبريل المقبل، فيما قالت الصحف المصرية إن السيسي سيتوجه إلى الولايات المتحدة في الأول من الشهر.
وتُعد الزيارة أول زيارة رسمية للسيسى إلى واشنطن منذ تنصيبه رئيسا لمصر. وتأتي تلبية لدعوة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب.
واقتصرت زيارات السيسي، خلال الثلاث سنوات الماضية، إلى الولايات المتحدة على نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة فقط.