هذه قصة يعلمنا بها واحد من خويانا أسمه عواد حدثت لهم قبل حوالي 20عام ... يقول لنا أنهم طلعوا رحلة مقناص في منطقة خالية من الناس وفيها جبال في منطقة الشمال ، وكانت ذيك الأيام يوجد في تلك المنطقة جميع أنواع الصيد من ضباء ووعول ، وطيور وأرانب ، .. وكان عددهم 4 رياجيل ، وهم ، عواد ، وبادي ، ومحمد ، وسعود ، ومعم سيارة جيب ، مجهزينة للقنص ومعهم أغراض الرحلة اللي تكفيهم للوقت اللي مقررين أنهم يبقون فيه في تلك المنطقة الخالية ، يقول لنا ورحنا لين لقينا لنا بير في وادي ماحولها أحد ساكن من الناس ، ولا لقينا حولها أثر لناس ولا حلال .
وأتفقنا أنا نبني خيمتنا عند البير ، ومالقينا دلو ، لكن معانا حبال ومعانا جوالين فيها ماء ، وعملنا لنا واحد من الجوالين دلو .. وربطنا به الحبل ونزلناه في البير ، وبعد حوالي خمسة عشر متر وقف الجالون على الماء ، وحركناه وأمتلاء بالماء وطلعناه مليان ماء ، وطلع ماء حلو وصالح للشرب ، ولقينا في الوادي في منقة قريبة من البير أثر أطلال للناس كانو نازلين بالوادي قديم ، أثارهم تدل على أنهم قبل حوالي 30 أو 40 سنة ، وكانت أثار كثيرة ، غرف حجر متهدمه ، وأسوار مبنية بالحجر ، ومدفونة بأثار سيول وأمطار ، والديرة موحشة ، لكن مناسبة لأهل الصيد.
وبنينا خيمتنا ونزلنا أغراضنا ، قبل غروب الشمس ، وشبينا نارنا ، وكان الوقت في بداية الشتاء ، والليل بارد ، وفي أول الشهر ، والظلام دامس .
وبعد صلاة المغرب ، شابينا ناراً في حطب جمعناه أول ما وصلنا عند البير ، وطبخنا عشانا وعملنا قهوتنا ، وجلسنا نسولف على ضوء النار، وأثناء ما كان واحد من خوينا يسولف علينا ، الا ووقف الكلام ، ونظر جهة شجرة جهت البير ، وقام وبسرعة وأخذ البندق .
وقمنا كلنا وأخذنا بنادق ووقفنا ، قلنا له أيش بلاك يا سعود ، قال لنا شفلت لي عيون تراقبنا من وراء الشجرة ، عيون حيوان ، عكس ضوء النار عليها ، ثم أختفت ، قمنا وطلعنا كشافات معانا في السيارة وكشفنا في كل الأتجاهات ، وما شفنا أي حيوان أو أي شيء مريب .
عودنا على فراشنا وحضرنا عشانا ، ويوم بدانا في الأكل ، الا وخوينا محمد ، يقول هذ اللي شفته يا سعود ، هذا بس ، ونطالع الا بس لونه أسود يطالع جهتنا بحنب النار ، ويقوم واحد من خويانا ويرمي له وصلة لحم ، وهو يا خذها بفمه ويختفي عنا، وبعد شوي والا راجع مرة ثانية ، ونرمي له لحمه ثانية ، وراح ما ندري فين يختفي ، وبقي أكل زايد من عشانا وحطاناه على حجر بعيد عن مكان جلوسنا، وجلسنا نسولف لين جانا النوم ونمنا.
ولما جاء وقت صلاة الفجر نقوم ونصلي ، ونزيد النار حطب ، ونسوي قهوتنا ، وبعد ماصبح الصباح وأشرقت الشمس ، وقمنا نشيل فرشنا ندخلها بالخيمة ونريد أن نروح للقنص ، الا وخوينا محمد ياندي علينا يقول تعالوا تعالوا بسرعة ، رحنا له الا وعند مكان الأكل اللي حطاناه للبس ، ثعبان لونه أسود ضخم وطويل ، ميت ومقطوع راسه ، والأكل اللي حطيناه ما فيه له أثر ....