جاري أبو أبرار ، كان رجل مستور الحال ، ويسكن في حينا الشعبي وعلى قد حالة ، محافظ وساتر عياله ، ولكن جاء علا بيته مشروع تطويري للحي اللي يسكن فيه أيام الرخاء والعطاء ، وأيام أرتفاع أسعار العقارات والأراضي والعمارات ، ودخل بيتهم ضمن البيوت اللي علاها إزالة ، وجاة لجنة تثيمن العقارات ، وقررو له مبلغ كبيييييير ، ملايين الريالات .
ونقل أبو أبرار من حارتنا ، وكانت سيارته كريسيدا بكس ، موديل 98 وما عنده الا بنات وكان مسجلهم في دار الحافظين والحافظات .
نقل جارنا من عندنا وأنقطعت أخباره عنا ، و قابلت رحيمه ، وسآلته عنه ، وقال لي أن أبو أبرار ، حصل على تعويض كبير وأشترى له فلة في أرقى الأحياء ، وأنه قد ولى عنه الفقر وأدبر ، وأن أبو أبرار صار من أهل السفريات والرحلات .
قلت له طيب وين يروح في المساء ، أذكر أنه كان يحب الديوانيات والقهوة أم الهيل والبهار ، قال لي لا لا، الرجال ماعاد هو اللي تخبرن ، أبو أبرار صار يتقهوى في بكس ستار .
قلت له الله يزيده من فضله ، الرجال أخبره رجل طيب وحبيب ، ولبسه لبس متواضع .
وفي الإجازة اللي مضت ، رحت للمطار أبا أسافر لجده واروح لمكة أخذ عمرة ، وصدفة لقيت جاري أبو أبرار في صالة الأنتظار ، فرحت يومني شفته وسلمت علاه ، وليا الرجال متغير علي في الشكل واللبس ، أخبره ملتحي ، ولكن الرجال تغير وحلق لحيته وشاربه ، وداهن راسه بكريم ، ولابس بنطلون وشيرت ملونه بجميع الالوان الغامقة والفاتحة ، وعلا ظهره كتابة بالانقليزي مدري أيش مكتوب فيها ، لكن صراحة ماني متطمن لمعناها .
وليا فيه عائلة جالسين بجنبه ، أحسب أنهم أجانب جايين من دولة خارجية ، قلت له قوم تعال نجلس بعيد عن هذه العائلة ، قال لي هذي عائلتي .
صراحة تفاجيت وأستغربت من شكله وشكلهم .
قلت وهالحين وينك رايح يبو أبرار ، قال لي ، رايحين لجده ، ومواصلين على رحلة دولية خارج المملكة.
قلت له يبو أبرار أخبرك رجال ماتحب السفريات ، وبنياتك كانوا ملتزمات يدرسون مع بناتي في دار الحافظين والحافظات .،، قال هذيك الأيام أيام الصحوة ، ولكن الآن الوضع تغير ،، قلت له كيف تغير ،، أول زمن صحوة وهالحين خبال ، قال هذا وقت الأنفتاح والحضارة ، أترك عنك أيام التحجر والتخلف ، يوم قال لي هذا الكلام وهو يطيح من نظر عيني ، وأقوم من عنده ، وأقلت له أتق الله وحافظ على الأمانة اللي أخذتهم معك .
وقفيت عنه وأنا أقول الحمد لله اللذي عافني مما أبتلاك به وفضلني على كثير من خلقه تفضيلا .