علماءنا الأفاضل زادكم الله علماً ونوراً... ما حكم التطاول على العلماء الربانيين؟
وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالعلماء الربانيون يجب احترامهم وإجلالهم، لما يحملونه من دين الله جل وعلا، ومن ميراث سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم، فالعلماء ورثة الأنبياء، وهم الذين استشهد الله عز وجل بهم على أجل مشهود به وهو التوحيد وقرن شهادتهم بشهادته وشهادة ملائكته، فقال تعالى: شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ {آل عمران:18}. وفي ضمن ذلك تعديلهم فإنه سبحانه وتعالى لا يستشهد بمجروح. راجع مدارج السالكين.
وقال ابن عساكر: إن لحوم العلماء مسمومة، وسنة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة، فمن أطلق لسانه في العلماء بالانتقاص والثلب، ابتلاه الله عز وجل قبل موته بموت القلب. وانظر الفتوى رقم: 64606.
واعلم أن كل ما ورد في حرمة أعراض المسلمين والنهي عن النيل منها، فالعلماء الربانيون هم أولى من يشملهم ذلك، والتطاول على العلماء -مع كونه محرماً- يهون من قيمة العلم وأهله، وفي هذا من المفاسد ما لا يخفى إضافة إلى أنه في حالة كون التطاول على العلماء جملة، يخشى أن يصل صاحبه إلى الردة، لأن التطاول حينئذ يكون على ما يحملونه من الدين، وليس لسبب شخصي، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 19536.
والله أعلم.
كيف كان حال السلف مع شيوخهم؟ وماذا أفعل إن دخل علي المسجد أحد العلماء؟
وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد كان من أحوال السلف الصالح توقير العلماء، واحترام أهل الفضل. قالت عائشة رضي الله عنها: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ننزل الناس منازلهم. رواه أبو داود في سننه والبزار في مسنده. وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجمع بين الرجلين من قتلى أحد ثم يقول: أيهما أكثر أخذا للقرآن، فإن أشير إلى أحدهما قدمه في اللحد. رواه البخاري.
قال الإمام الحافظ أبو القاسم بن عساكر رحمه الله: اعلم يا أخي وفقنا الله وإياك لمرضاته وجعلنا ممن يخشاه ويتقيه حق تقاته أن لحوم العلماء مسمومة وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة، وأن من أطلق لسانه في العلماء بالثلب ابتلاه الله تعالى قبل موته بموت القلب: فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ {النور: 63}.
ولقد حث الإسلام على توقير العلماء وإجلالهم، ففي سنن أبي داود عن أبي موسى الأشعري قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه...
وعليه، فإذا دخل عليك المسجد أحد العلماء، أو التقيت به في أي مكان فعليك أن تجله، لأن إجلال أهل العلم إجلال لما يحملونه من شرع الله عز وجل، وذلك لأنهم هم الوارثون للرسل والمبلغون شرائعهم من بعدهم، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهما، وإنما ورثوا العلم، فمن أخذ به أخذ بحظ وافر. رواه الترمذي، وصححه الألباني.
والله أعلم.
السلام عليكم ماهي عقوبة من يلعن العلماء والدعاة كلما رأهم في التلفزيون ويكذبهم ويحارب من يسمعهم؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن لعن المسلم محرم في دين الله، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "لعن المؤمن كقتله" متفق عليه، ويقول أيضاً: "سباب المسلم فسوق" متفق عليه.
ويزداد هذا الإثم، ويتضاعف هذا الجرم إذا وجه اللعن والسب للعلماء الذي هم ورثة الأنبياء، ومرجعية الناس، وهم الذين استشهدهم الله على وحدانيته، وقرن شهادتهم بشهادة ملائكته، قال تعالى: (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيم)ُ [آل عمران:18].
إلى غير ذلك مما هو معروف من قدر ومكانة للعلماء عند الله وفي دينه، ومن تناولهم بلعن أو سب بقدح أو طعن أو تنقصهم، فإنما سب نفسه، وجلب لها غضب الله وسخطه وتعرض لعذابه ونقمته.
قال أبو القاسم الحافظ بن عساكر: لحوم العلماء مسمومة، وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة. انتهى.
أما من يلعن جملة العلماء والدعاة إلى الله، ويكذبهم، ويحارب من يسمعهم، فنخشى عليه من الردة والكفر، لأن هذا ليس عداوة لشخص منهم، وإنما عداوة للطائفة التي تحمل دين الله، ومن عادى مسلماً وحاربه لدينه فقد ارتد وخرج من ملة الإسلام.
والله أعلم.
منقول للاستفادة ،،،