تكثر العوامل المسؤولة عن الاصابة بأمراض الجلد في الصيف، وتتفاوت بين إرتفاع درجات الحرارة وتلوث الجو وكثرة التعرّق وكثرة إستخدام المياه... «سيدتي» اطلعت من رئيس جمعية اطباء الجلد في لبنان البروفسور إدوار مخول على أبرز هذه الامراض الصيفيّة وطرق الوقاية منها، وذلك على هامش المؤتمر السنوي لأطباء الجلد والذي عقد مؤخراً في بيروت، بمشاركة أطباء عرب وأوروبيين وأميركيين.
1- أشعة الشمس
تعتبر أشعة الشمس العامل الاساس المسؤول عن الإصابة بشيخوخة الجلد، إذ كلّما تعرّضت البشرة أكثر لأشعة الشمس، كلّما باتت عرضة أكثر لشيخوخة مبكرة، وكلّما كان لون البشرة فاتحاً، كان تأثير الشمس أقوى لأن لون البشرة يؤمّن حماية لها من أشعة الشمس ويمنعها من الدخول الى عمق الجلد.
ويؤدّي التعرّض الى أشعة الشمس بكثرة الى السرطانات الجلدية، ولا بد من الإشارة هنا الى أن لون البشرة أيضاً يلعب دوراً في حمايتها من هذه السرطانات، فضلاً عن ظهور تصبغات جلدية على البشرة، وذلك بمساعدة عوامل كيميائية أخرى كالعطور وبعض المستحضرات.
2- التعرّق
إن كثرة التعرّق في فصل الصيف نتيجة الإرتفاع في درجات الحرارة وإضطرار الافراد الى إستخدام المياه قد يؤديان الى الإصابة بالامراض الفطرية. وبما ان الفطر هو نوع من النبات، فهو بحاجة الى المياه. لذا، فإن كثرة إستخدام المياه من خلال الإستحمام والغسل سوف تجعله ينمو ويتطوّر بسرعة.
ولعل أبرز الفطريات وأكثرها شيوعاً هي التي تظهر على شكل بقع متعدّدة الالوان على البشرة
PityriasisVersicolor، وتتحوّل مع مرور الوقت الى بقع بيضاء إذا ما تعرّضت الى أشعة الشمس. أمّا النوع الثاني من الفطريات Epidermophyties فيصيب القدمين ومنطقة ما بين الأصابع خصوصاً، ويصاب به من يرتادون المسابح والنوادي الرياضية بكثرة. هذه الامراض الفطرية يمكن أن تنتقل الى طيّات الجلد أيضاً، كمنطقة تحت الإبط وتحت الصدر لدى النساء وبين الفخذين...ولدى تطورها، يمكن أن تصيب أظافر اليدين والقدمين أيضاً.
3- السباحة
يمكن أن تؤدي السباحة في الأحواض التي تستعمل فيها مواد مختلفة للتعقيم ك «الكلور» على سبيل المثال، لدى بعض الاشخاص ذوي الجلد الحساس، الى الإصابة بنوع من الحساسية Eczema. أمّا السباحة في مياه البحر أو النهر فيمكن أن تسبّب إلتهابات جلدية مختلفة ReactionsInflammatoires، وذلك نتيجة وجود عدد من الكائنات الحية التي تعيش داخل المياه، كقناديل البحر وبعض الاسماك والكائنات الحية الاخرى التي تعيش على الصخور.
4- التلوّث البيئي
يعتبر تلوث مياه البحار والانهار جزءاً منه بالإضافة الى تلوث الجو بشكل عام، ما يصيب الجلد بأمراض مختلفة، ك «طفرة الكبد» Urticaria، علماً ان هذا الأخير لا يتعلّق بالكبد.
5- كثرة الاسفار والتنقل
إن التنقّل والسفر خارج البلاد يعرّض الاشخاص الى الإصابة بأمراض مختلفة غير مألوفة في البلاد التي يعيشون فيها، وهي كثيرة للغاية، وليس بإمكان الأجسام مقاومتها بسبب عدم إعتيادهم عليها.
6- العلاجات المتوافرة
ثمة علاجات عدّة في حال الإصابة بالفطريات، بعضها خارجي كالمراهم والبخاخات، وبعضها الاخر داخلي كالعقاقير التي تؤخذ لفترة معينة في حال إصابة الاظافر. ورغم أنّ الفطريات تعتبر من الامراض الجلدية الصعبة، لكن إذا تابع المريض العلاج وإرشادات الطبيب بشكل جيد فسوف يُشفى تماماً منها. وينصح عادةً باستخدام أنواع معينة من الصابون أو «الشامبو» بطريقة شبه دائمة في فترة الصيف لضمان عدم معاودة الفطريات مجدّداً.
ويذكر أن هناك تطوّراً طرأ في مجال علاج الفطريات والإلتهابات الجلدية والحساسية في ما يتعلّق بالادوية المستخدمة التي توفّر على المريض الوقت وتؤدي الى الشفاء السريع. ومن بين هذه العلاجات، مراهم توضع لمرة واحدة فقط على فطريات القدمين وتؤدي الى شفائهما تماماً. أمّا علاج شيخوخة الجلد فهو أصعب بكثير من الأمراض الصيفية الاخرى التي قد تصيب البشرة، لأنّه يجدر بالمريض التوجّه الى الطب التجميلي الذي يشهد تطوّراً سريعاً في هذا المجال، وذلك للخضوع الى «اللايزر» وتقشير وشدّ البشرة وغيرها من العلاجات الحديثة.
في افتتاح المؤتمر السنوي لأطباء الجلد الذي عقد منذ فترة في بيروت، قال البروفسور إدوار مخول: يقام هذا المؤتمر كل عام، ويحضره جميع اطباء الجلد في لبنان وفي العديد من الدول العربية من الخليج الى افريقيا الشمالية مروراً بمصر. كما يحضره عدد كبير من أطباء الجلد الاوروبيين والاميركيين من اجل البحث في كل ما هو جديد في مجال العلاجات، وما قد يطرأ من امراض جديدة نتيجة تفاقم التلوث.