لكي تعرفوا ياسادة ياكرام كيف كنا قبل الإسلام وكيف نكون بدونه فاستمعوا لكلمة سيدنا جعفر رضي الله تعالى عنه للملك النجاشي :
أيها الملك كنا قوماً أهل جاهلية .. نعبد الأصنام .. ونأكل الميتة .. ونأتي الفواحش .. ونقطع الأرحام .. ونسيء الجوار .. ويأكل القوي منا الضعيف ..
فكنا على ذلك حتى بعث الله تعالى إلينا رسولاً منا .. نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه .. فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده .. ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من الحجارة والأوثان .. وأمرنا بصدق الحديث .. وأداء الأمانة .. وصلة الرحم .. وحسن الجوار .. والكف عن المحارم والدماء .. ونهانا عن الفواحش وقول الزور واكل مال اليتيم وقذف المحصنات .. وأمرنا أن نعبد الله تعالى وحده لاشريك له ..وأمرنا
بالصلاة والزكاة والصيام .. فصدقناه وآمنا به واتبعناه على ماجاء به من الله عز وجل .. فعبدنا الله وحده فلم نشرك به شيئاً .. وحرمنا ماحرم علينا .. وأحللنا ما أحل لنا .. فعدا علينا قومنا .. فعذبونا وفتنونا عن ديننا .. ليردونا إلى عبادة الأوثان من عبادة الله عز وجل .. وأن نستحل ماكنا نستحل من الخبائث .. فلما قهرونا وظلمونا وضيقوا علينا وحالوا بيننا وبين ديننا .. خرجنا إلى بلادك فاخترناك على من سواك .. ورغبنا في جوارك .. ورجونا أن لا نظلم عندك أيها الملك ...
للأسف بعض الناس يتحسسون من كل مايمت إلى الدين بصلة
ويريدون عباءة مفصلة على مقاس أفكارهم
إنه تشريع الله وليس آراء فلان وتصرفات علتان
فإما أن تقبل بقال الله وقال رسوله أو لاتقبل بها وهنا يكمن المحك
ولئن تصرف البعض تصرفات خاطئة متخذين الدين عباءة تغطي تصرفاتهم
فهذا لايعني أن الدين على خطأ أو على باطل
ولكن البعض يتخذونها ذريعة لرمي الدين بسهام مسمومة
ولن يصلح أمر هذه الأمة إلا بعودتها لدينها
أو نعود كما كنا همجاً يغزو بعضنا بعضا