لو أردنا أن نَصِف حال الأمةالمسلمة اليومَ لوصفناها بأنها أمةٌ لاهيةٌ، -إلا مَن رحَم الله عز وجل-، وصار الترفيه عن النفس بابًا للانشغال بتوافه الأمور حتى أصبح ذلك سمةً طاغيةً على سلوك كثير من المسلمين، وصار الناس يسمعون أخبارًا عجيبة في الحرص على الترفيه، فأصبحنا نسمع من يشتري رقم هاتف مميز، أو رقم لوحة سيارة، بملايين، وهذا المبلغ المدفوع في هذه التوافه يُطعم جوعى ويغني أُسرًا لسنوات طوال، ويكسو العراة، ويؤوي المشردين، ويطعم الجوعى والمنكوبين في كثير من بقاع الأرض.
ولذا جاءت شريعة الإسلام على وجه من الكمال والاعتدال، والوسطية والتوازن، تطيب معها الحياة، وتستقر النفوس، وتسعد البشرية، فشرائع الإسلام على عظمتها وصفائها وكمالها تراعي ما جُبلت عليه النفوس من الضعف، والميل للترويح والاستجمام، فالإسلام دينُ سماحة ويسر، يراعي فطرة الإنسان، ويلبِّي احتياجاته النفسية والبدنية والذهنية، بتوازن وشمولية واعتدال.
والقاعدة في الترفيه قول تعالى(وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ)
فالله سبحانه تعالى خلق كل شئ بقدر حتى الاكل والشرب جعل له قاعدة اقتصادية بقوله تعالى (وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)