القصيدة للشاعر الأموي نصر بن سيار بن رافع بن حري بن ربيعة الكناني (46 - 131 هـ / 666 - 748 م) وهي من البحر الوافر وقد أرسلها إلى مروان.
قال الجاحظ (في البيان والتبيين): كان نصر من الخطباء الشعراء، يعد في أصحاب الولايات والحروب والتدبير والعقل وسداد الرأي، وقال ابن حبيب: حصر نصر، وهو والي خراسان، بمرو ثلاث سنين.
ونصر بن سيار أمير، من الدهاة الشجعان. كان شيخ مضر بخراسان، ووالي بلخ، ثم ولي إمرة خراسان سنة 120هـ، بعد وفاة أسد بن عبد الله القسري، ولاه هشام بن عبد الملك، وغزا ما وراء النهر، ففتح حصوناً وغنم مغانم كثيرة، وأقام بمرو، وقويت الدعوة العباسية في أيامه
فكتب إلى بني مروان بالشام يحذرهم وينذرهم، فلم يأبهوا للخطر، فصبر يدبر الأمور إلى أن أعيته الحيلة وتغلب أبو مسلم على خراسان، فخرج نصر من مرو (سنة 130) ورحل إلى نيسابور، فسير أبو مسلم إليه قحطبة بن شبيب
فانتقل نصر إلى قومس وكتب إلى ابن هبيرة -وهو بواسط- يستمده، وكتب إلى مروان -وهو بالشام- وأخذ يتنقل منتظراً النجدة إلى أن مرض في مفازة بين الري وهمذان، ومات بساوة.
أرى تحت الرماد وميض نار *** ويوشك أن يكون لـه ضـرام
فإنّ النار بالعـودين تذكـى *** وإن الحرب مبـدؤها كــلام
فإن لم يطفئوها عقلاء قوم *** يكون وقودها جثث وهامُ
وقلت من التعجب ليت شعري *** أأيـقـاظٌ أمـيّـة أم نـيـام
فإن يقظت فذاك بقـاء ملـك *** وإن رقـدت فـأنـى لا ألام
فإن يك اصبحوا وثووا نيامـا *** فقل قوموا فقـد حـان القيـام
فغرّى عن رحالك ثـم قولـي *** على الإسلام والعرب السـلام
قال ابن خلكان:
وهذا كما قال بعض علوية الكوفة حين خرج محمد وإبراهيم ابنا عبد الله بن الحسن على المنصور أخي السفاح:
أرى ناراً تشب على بقاع * لها في كل ناحية شعاع
وقد رقدت بنو العباس عنها * وباتت وهي آمنة رتاع
كما رقدت أمية ثم هبت * تدافع حين لا يغني الدفاع
وكتب نصر بن سيار أيضاً إلى نائب العراق يزيد بن عمر بن هبيرة يستمده وكتب إليه:
أبلغ يزيد وخير القول أصدقه * وقد تحققت أن لا خير في الكذب
بأن أرض خراسان رأيت بها * بيضاً إذا أفرخت حُدثتَ بالعجب
فراخ عامين إلا أنها كبرت * ولم يطرن وقد سربلن بالزغب
فإن يطرن ولم يحتل لهن بها * يلهبن نيران حرب أيما لهيب