ندّد المئات من المتقاعدين إلى المعاش في مصر، بالحكومة، واتهموها بالتسبب لهم في “الموت بالجوع والفقر والغلاء”، وطالبوها برفع قيمة معاشاتهم المتدنية، مرددين شعارات نارية ضدها، هاتفين: “رحلونا إلى تل أبيب”.
جاء ذلك في وقفة احتجاجية نظموها بوسط القاهرة، الإثنين، وسط إحاطة جحافل قوات الشرطة بهم، بهدف تقييد تحركاتهم بالشوارع، وميدان طلعت حرب، الذي تجمهروا فيه.
هتافات
ورفع المحتجون الغاضبون، من كبار السن ومن الجنسين، لافتات مناهضة للحكومة تقول: “المعتدون على أموالنا يديرون شؤوننا الآن”، و”أكثر من 600 مليار جنيه اختفت في مقابر الخزانة العامة”، و”أصحاب المعاشات يموتون من الجوع والفقر.. وأصحاب المعاشات في المقابر”، و”أصحاب المعاشات الأحياء الأموات”، وهتفوا: “عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية”.
وقال أحدهم: “وفروا لنا المقابر.. الغلاء أكلنا”، فيما قال ثان: “إحنا فين.. حرام.. مش عاجبكم رحلونا على تل أبيب.. اعرفوا ربنا يا ناس”، وأبدى ثالث اندهاشه من عدم إيفاد مسؤول حكومي إليهم للرد على تساؤلاتهم.
وحدثت مناوشات بينهم وبين أفراد من الشرطة فهتفوا في وجوههم: “ارجع.. ارجع”، فيما هتف أحدهم: “ابكوا عليَّ سبع مرات.. كنت فقير وبقيت شحات”، وتابعوا: “دول مين دول مين.. دول عمال منسيين.. واحد اثنين.. فلوس المعاشات فين؟”.
وتحت لافتة تقول: “نتعرض لجرائم ضد الإنسانية.. جوع وعجز عن العلاج”، أضافوا: “الأسعار نار.. إحنا عايشين أموات.. عايزين حكومة جديدة.. بقينا على الحديدة.. .. عايزين حكومة حرة.. العيشة بقت مرة”.
وخطب أحدهم: “نطالب بعلاوة غلاء معيشة.. الرسالة مني للرئيس السيسي أرجو من المخابرات العامة والمخابرات الحربية إيصال صوتنا لرئيس الجمهورية.. يا تأكلونا يا تموتونا.. الحكومة بتضحك علينا”.
وأضاف: “أنا النهارده جايب معايَّا عيش حاف.. إفطاري بيكلفني سبعة جنيهات.. لفيت 27 محافظة علشان أقول الجيش والشعب والشرطة ايد واحدة.. النهارده أنا مش لاقي آكل.. إحنا بنأكل عيش حاف، وهما بياكلوا كباب وفراخ.. يا تموتونا يا تأكلونا”.
وهتفوا: “عللي وعللي وعللي الصوت.. اللي بيهتف مش هيموت.. فين الوعود لي.. فين العلاوة الاجتماعية”، وقالوا: “نحن أغنياء ولسنا فقراء، ونطالب بأن نعرف مصير تريليون جنيه هي حجم أموالنا لدى الحكومة.. راحت فين؟”.
وتابعوا: “غادة والي.. يا غادة والي.. يا اللي أكلتي حق عيالي”. واتهموا نظام الرئيس المخلوع، حسني مبارك، بإضاعة أصحاب المعاشات، وقدرها أكثر من 600 مليار جنيه، مشيرين إلى أنه ربما أضاعها على مشروع توشكى”.
ورددوا أيضا: “هما بياكلوا حمام وفراخ.. وإحنا الفول دوخنا وداخ” و”عاوزين فلوسنا.. عاوزين حقوقنا.. عاوزين نتعالج.. عاوزين نأكل”.
مطالب
وزع أصحاب المعاشات، بيانا خلال الوقفة، حددوا فيه مطالبهم، التي تمثلت في استرداد أموال أصحاب المعاشات من وزارات المالية والتخطيط والتضامن الاجتماعي، البالغة 640 مليار جنيه، بحسب البيان.
وطالب المتظاهرون بفصل أموال التأمينات عن الموازنة العامة للدولة، وإقالة وزيرة التضامن الاجتماعي، غادة والي، وشكوا من أنهم من كبار السن الذين أنهكتهم الأمراض، وأن المعاشات لا تكفيهم لمستلزمات الحياة، مطالب بصرف “علاوة إنقاذ” لهم، بعد أن ساءت أحوالهم المعيشية، خاصة، بعد تعويم الجنيه.
وقال البيان، الذي حمل توقيع الاتحاد العام لأصحاب المعاشات (هيئة أهلية): إن المطالب تتضمن أيضا إلزام الحكومة بتنفيذ الأحكام الدستورية والقانونية، فيما يخص الفروق المالية لعلاوات 2005 و2006 و2007، وصرف المتجمد من الأثر الرجعي للخمس علاوات المستحقة لأصحاب المعاشات طبقا لحكم المحكمة الدستورية العليا.
ولخص أعضاء الاتحاد برئاسة النائب البرلماني السابق، البدري فرغلي، مطالبهم أيضا، بإقرار الحد الأدنى للمعاشات بواقع 1200 جنيه، الصادر به حكم قضائي لصالحهم، مع صرف علاوة أقدمية لكل من تخطى هذا الحد، بواقع 20%، طبقا لنص المادة 27 من الدستور، بحد أدني مئتي جنيه، ولا تقل عن نسبه التضخم التي زادت عن 50% بعد انخفاض القيمه الشرائيه للجنيه إلى نصف قيمته بعد تعويمه.
وتضمنت المطالب كذلك منحة تعادل معاش شهر في المناسبات والأعياد لهم.
فرغلي: “عايشين في مجاعة”
من جهته، أعرب رئيس الاتحاد، البدرى فرغلي، عن استيائه من الوضع الحالي الذي تشهده مصر لرواتب أصحاب المعاشات المتدنية، قائلا: “إحنا عايشين في حالة من المجاعة، ومش عارفين نعيش في البلد بالمعاشات دي، والحكومة بتذلنا”.
وأضاف: “نطالب بحقوقنا فنحن نمتلك تريليون جنيه، ولا نملك حتى القوت اليومي، ولا العلاج.. لذا نطالب بعلاوة قهر، عشرين بالمئة بسرعة، وهي علاوة مؤقتة لحين استعادة أموالنا، ومحاسبة كل من اعتدى عليها”، معتبرا أن الوزيرة غادة والي هي وبطرس غالي سواء، قائلا: “نحن لا نثق بها”.
وفي كلمة ألقاها بمؤتمر انعقد بعد الوقفة الاحتجاجية، أكد فرغلي، أن أصحاب المعاشات مستمرون في الدفاع عن حقوقهم إلى آخر نفس، قائلا: “لن نتوقف إلا في المقابر، وأنا أموت بشرف بدل ما أموت متهان، وموعدنا 12 مارس هنقف أمام المحكمة الإدارية”.
وكان البدري، وصف في تصريحات سابقة، “قانون المعاشات الذي أعلنت وزارة التضامن صوغه، بأنه مشبوه وسري، ويُمثل اعتداء على كيان الأسرة المصرية، وجريمة جديدة تُرتكب في حق ملايين الشعب المصري”.
ويبلغ عدد أصحاب المعاشات بمصر نحو تسعة ملايين مواطن، يعول كل منهم في المتوسط، ثلاثة أو أربعة أفراد، على الأقل.