ابو العتاهية
إسماعيل بن القاسم بن سويد العيني ,العنزي (من قبيلة عنزة) بالولاء، أبو إسحاق الشهير بأبي العتاهية.(130هـ-211هـ/747م-826مم) شاعر مكثر، سريع الخاطر، في شعره إبداع. كان ينظم المئة والمئة والخمسين بيتاً في اليوم،..
بعض
روائع الشاعر الكبير
ابو العتاهية
مَنْ يعشْ يكبرْ ومنْ يكبَرْ يمُتْ
مَنْ يعشْ يكبرْ ومنْ يكبَرْ يمُتْ = والمَنـايـا لا تُبـالـي مَــنْ أتَــتْ
كم وكم قد درَجتْ، مـن iiقَبلِنـا، = مـنْ قـرونٍ وقُـرُونٍ قَـدْ مضـتْ
أيّها المَغرورُ مـا هـذا iiالصِّبَـا؟ = لَوْ نهيتَ النفْسَ عَنْـهُ iiلانْتَهـتْ
أنِسِيـتَ المْـوتَ جَهْـلاً والبِـلَـى = وسَـلَـتْ نفْـسُـكَ عَـنْـهُ iiولَـهَـتْ
نـحـنُ فــي دارِ بَـــلاءٍ وأذًى ii، = وشَـقَــاءٍ، وعَـنَــاءٍ، iiوعَــنَــتْ
مَـنْـزِلٌ مــا يَثـبُـتُ الـمَـرْءُ iiبِــهِ = سـالـمـاً، إلاّ قَـلـيـلاً إنْ iiثَــبَــتْ
بينمَـا الإنسـانُ فِـي الدُّنيـا لَــهُ = حـرَكـاتٌ مُقـلِـقـاتٌ، إذْ iiخَـفَــتْ
أبَــتِ الدّنْـيَـا عـلـى iiسُكّـانِـهـا، = في البِلى والنّقصِ، إلاّ ما iiأبَتْ
إنّـمـا الدّنْـيـا مَـتــاعٌ، بُـلـغـة ٌ، = كَيفَما زَجّيْتَ فـي الدّنيـا iiزَجَـتْ
رحـمَ اللهُ امـرءاً انـصـفَ iiمِــنْ = نَفسِهِ، إذ قالَ خيـراً، أوْ سكَـتْ
كُلُّ حيٍّ كِتابهُ معلوم
كُــــلُّ حــــيٍّ كِـتــابــهُ مـعــلــومُ = لا شــقَــاءٌ، وَلا نَـعـيــمٌ iiيَــــدومُ
يُحسَدُ المَرْءُ في النّعيمِ iiصَباحـاً، = ثــمَّ يُـمـسـي وعـيـشـهُ مـذمــومُ
وَإذا مـــا الفَـقِـيـرُ قَـنّـعَــهُ الــــلّ = هُ، فـسِـيّــانِ بُــؤسُــهُ وَالـنّـعِـيـمُ
مـن أرادَ الغِنَـى فـلا يسـأل iiالـنَّـا = سَ، فـــإنّ الـسّــؤالَ ذُلّ iiوَلُـــومُ
إنّ في الصّبرِ وَالقُنوعِ غنى الدّه = رِ، حِـرْصُ الحريـصِ فقـرٌ iiمُقيـمُ
إنمَـا النـاسُ كالبهائِـمِ فـي iiالـرز = قِ، سَــواءٌ جَهـولُـهـمْ iiوَالعـلـيـمُ
ليسُ حزمُ الفتـى يجـرُّ لـهُ iiالـرزْ = قَ ولا عــاجــزاً يُــعــدُّ iiالـعـديــمُ
لاحَ شيبُ الرأسِ منِّي فاتَّضحْ
لاحَ شيبُ الرأسِ منِّي فاتَّضحْ = بَـعـدَ لَـهْـوٍ وشَـبــابٍ ومَـــرَحْ
فَلَـهَـوْنَـا وفَـرِحْـنَـا، ثـــمّ iiلَـــمْ = يَـدَعِ المَـوْتُ لـذي اللّـبّ iiفَـرَحْ
يـا بَـنِـي آدَمَ صُـونُـوا iiدينَـكُـمْ = يَنْبَـغـي للـدّيـنِ أنْ لا iiيُـطّــرَحْ
وأحْـمَـدُوا اللهَ الــذِي iiأكرَمَـكُـمْ = بـنـذيـرٍ قـــامَ فـيـكُـمْ iiفـنـصَـحْ
يـخـطـيــبٍ فــتـــحَ اللهُ بــــــهِ = كُــلَّ خـيـرٍ نلـتُـمُـوهُ iiوشـــرَحْ
يا راكِبَ الغَيّ، غيرَ مُرْتَشِدِ
يــا راكِــبَ الـغَــيّ، غـيــرَ مُـرْتَــشِــدِ، = شــتَّــانَ بــيــنَ الــضَّــلالِ iiوالــرشَـــدِ
حَـسْـبُــكَ مــا قَــدْ أتَـيْــتَ iiمُـعْـتَــمِــداً، = فــاســتــغــفــرِ اللهَ ثــــــمَّ لاَ iiتــــعُــــدِ
يَــــا ذا الــــذي نــقــصُـــهُ iiزيـــادَتُـــهُ = إنْ كـنــتَ لــم تَـنـتَـقِــصْ، فـلَــمْ iiتَــزِدِ
مَــا أســرعَ الـلـيــلَ والـنَّـهــارَ بِــسَــا = عــاتٍ قِـصــارٍ، تـأتــي عَـلــى iiالأمَـــدِ
عــجــبْــتُ مــــنْ آمِــــلٍ iiوَوَاعـــظُـــهُ = الــمَــوْتُ فَــلَــمْ يـتَّــعِــظْ ولَـــمْ iiيــكَــدِ
يـجـرِي الـبِـلَـى فِـيـهَـا عَـلَـيْـنَــا iiبِـمَــا = كـــانَ جَـــرَى قَـبْـلَــنَــا عَــلَــى iiلُــبَـــدِ
يـا مَـوْتُ يـا مَــوْتُ كــمْ أخــي ثـقــة iiٍ = كـلَّـفْـتـنِــي غـمــضَ عـيــنــهِ iiبــيــدِي
يـا مَـوْتُ يـا مـوتُ قــد أضـفــتَ iiإلَــى = الـفِــلَّــة ِ مـــنْ ثـــروة ٍ ومـــنْ iiعُـــدَدِ
يـا مَـوْتُ يــا مــوتُ صـحـبـتْـنَــا iiبِــكَ = الـشَّـمْــسُ ومـسَّــتْ كـوَاكِــبُ الأسَـــدِ
يـــا مَـــوْتُ يـــا مـــوتُ لاَ أرَاكَ iiمـــنَ = خَـلْـقِ، جَـمـيـعـاً، تُـبـقـي عـلـى iiأحَــدِ
ألــحَــمْـــدُ لـــلـــه دائِـــمــــاً iiأبَــــــداً، = قَـدْ يَـصِـفُ الـقَـصْـدَ غَـيــرُ iiمـقـتـصــدِ
مـنْ يـسـتـتِــرْ بـالـهــدَى يـبَــرَّ iiومَــنْ = يــبـــغِ إلــــى اللهِ مَــطْــلَــبــاً iiيَـــجِـــدِ
قُـلْ لـلـجَـلـيـدِ الـمَـنـيـعِ لَـسـتَ مـنَ ال = الـدُّنــيــا بـــذِي مــنــعــة ٍ ولاَ iiجَــلَـــدِ
يــا صـاحــبَ الـمُــدّة ِ الـقَـصـيــرَة ِ لا = تـغـفُــلْ عــنِ الـمَــوْتِ قَـاطِــعِ الـمُــدَدِ
دَعْ عــنــكَ تـقــوِيــمَ مـــنْ iiتــقَــوِّمُــهُ = وابــدأ، فَــقَــوّمْ مـــا فــيــكَ مـــنْ iiأوَدِ
قــدْ مـــلأَ الــمَــوْتٌ كُـــلَّ أرْضٍ iiوَمَـــا = يَــنـــزِعُ مِــــنْ بَــلْـــدَة ٍ إلــــى iiبَــلَـــدِ
قصيدة (طَلَبتُكِ يا دُنيا)
أبو العتاهية
طَلَبتُكِ يا دُنيا، فأعذَرْتُ في الطّلبْ ....... فما نِلْتُ إلاّ الهَمّ والغَمّ والنّصَبْ
فَلَمّا بدَا لي أنّني لَستُ واصِلاً ....... إلى لَذّةٍ، إلاّ بأضْعافِها تَعَبْ
وأسرَعْتُ في ديني، ولم أقضِ بُغيَتي ....... هرَبْتُ بديني منكِ، إن نَفَعَ الهرَبْ
تخَلّيْتُ مِمّا فيكِ جَهْدي، وطاقتي ....... كمَا يَتَخَلّى القوْمُ من عَرّةِ الجرَبْ
فَما تَمّ لي يَوْماً إلى اللّيلِ مَنظَرٌ ....... أُسَرّ بهِ، إلاّ أتى دونَهُ شَغَبْ
وإنّي لَمِمّنُ خَيّبَ اللهُ سَعْيَهُ، ....... لَئنْ كنتُ أرْعَى لَقحَةً مُرّةَ الحلَبْ
أرَى لكَ أنْ لا تَستَطيبَ لخِلّةٍ، ....... كأنّكَ فيها قَد أمِنْتَ منَ العَطَبْ
ألمْ تَرَها دارَ افتِراقٍ وفَجْعَةٍ، ....... إذا رَغِبَ الإنسانُ فيها، فقد ذهَبْ
أُقَلّبُ طَرْفي مَرّةً بَعدَ مَرّةٍ، ....... لأعْلَمَ ما في النّفسِ، والقلبُ يَنقلبْ
وسَرْبَلْتُ أخْلاقي قُنُوعاً وعِفّةً، ....... فعِندي بأخلاقي كُنُوزٌ مِنَ الذّهَبْ
فلَمْ أرَ حَظّاً كالقُنوعِ لأهْلِهِ، ....... وأن يُجملَ الإنسانُ ما عاش في الطّلبْ
ولمْ أرَ فَضْلاً تَمّ إلاّ بشيمَةٍ؛ ....... ولم أرَ عَقْلاً صَحّ إلاّ على أدَبْ
ولمْ أرَ في الأعداءِ حينَ خَبَرْتُهُمْ ....... عدوّاً، لعَقلِ المَرْء، أعدى من الغضَبْ
ولم أرَ بَينَ العُسْرِ خِلطَةً؛ ولم أرَ ....... بَينَ الحَيّ والمَيتِ من سَبَبْ
قصيدة (الحمد لله)
أبو العتاهية
الحَمدُ للّهِ على مَا نَرَى! ....... كلُّ مَنِ احتيجَ إلَيهِ زَهَا
ياأيّها المُبْتَكِرُ الرّائحُ المُشْتَغِلُ ....... القلبِ، الطّويلُ العَنَا
نِعمَ الفِراشُ الأرْضُ، فاقنَعْ به،....... وكُنْ عَنِ الشرّ قَصِيرَ الخُطَى
ما أكرَمَ الصّبرَ، وما أحسنَ ....... الصّدْقَ، وما أزْيَنَهُ بالفتى
الخُرْقُ شُؤْمٌ ، وَالتُّقَى جُنّةٌ ....... والرّفْقُ يُمْنٌ ، والقُنوعُ الغِنَى
نافِسْ، إذا نافَستَ، في حكمةٍ، ....... آخِ، إذا آخَيتَ، أهلَ التُّقَى
ما خَيرُ مَنْ لا يُرْتجَى نَفْعُهُ ....... يَوْماً، ولا يُؤمَنُ منهُ الأذَى
واللّهُ للنّاسِ بأعْمالِهِمْ، ....... وكلُّ نَاوٍ، فلَهُ ما نَوَى
وطالِبُ الدّنْيا الكَدودُ بهَا ....... في فاقَةٍ، لَيسَ لها مُنْتَهَى
قصيدة (المرء يطلب):
أبو العتاهية
المَرْءُ يَطلُبُ، والمَنيّةُ تَطلُبُهْ، ....... ويَدُ الزّمانِ تُديرُهُ وتُقَلّبُهْ
ليسَ الحَريصُ بزائدٍ في رِزْقِهِ، ....... اللهُ يَقْسِمهُ لَهُ ويُسَبّبُهُ
لا تَعْتِبَنّ على الزّمانِ، فإنّ مَن ....... يُرْضي الزّمانَ أقلُّ ممّن يُغضِبُهْ
أيّ امرىءٍ إلاّ عَلَيهِ منَ البِلَى، ....... في كلّ ناحِيَةٍ رَقيبٌ يَرْقُبُهْ
المَوْتُ حَوْضٌ، لا محَالَةَ دونَه، ....... مُرٌّ مَذاقَتُهُ، كَريهٌ مَشرَبُهْ
وترَى الفتى سَلِسَ الحديثِ بذكرِه ....... وَسْطَ النّديّ، كأنّهُ لا يَرْهَبُهْ
وأسَرُّ ما يَلقَى الفتى في نَفسِهِ، ....... يَبتَزّهُ نابُ الزّمانِ ومِخلَبُهْ
ولَرُبّ مُلهِيَةٍ لصاحِبِ لَذّةٍ، ....... ألفَيتُها تَبكي عليَهِ، وتَندُبُهْ
مَن كانَتِ الدّنْياءُ أكبرَ هَمّهِ، ....... نَصَبَتْ له من حبّها ما يُتعِبُهْ
فاصْبرْ على الدّنيا، وزَجِّ هُمومَها ....... ما كلّ مَن فيها يرى ما يُعجِبُهْ
ما زالَتِ الأيّامُ تَلعَبُ بالفَتى، ....... طَوْراً تُخَوّلهُ، وطَوْراً تَسلُبُهْ
مَن لم يَزَلْ مُتَعَجّباً مِن حادثٍ ....... تأتي بهِ الأيّامُ، طالَ تَعَجّبُهْ
أبيات (إلى الله)
أبو العتاهية
إلى اللّهِ، فيما نالَنَا، نرْفَعُ الشكوَ ....... ى، فَفي يَدِهِ كَشفُ المضرّةِ والبَلوَى
خرَجنا من الدّنيا، ونحنُ منَ اهْلِها ....... فلا نحنُ في الأمواتِ فيها وَلا الأحْيَا
شمس الحب
تستطيع المشاركة هنا والرد على الموضوع ومشاركة رأيك عبر حسابك في الفيس بوك
v,hzu hf, hgujJJJJJhidm