والقائل (إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ) أي:إنَّ مبغضك يا محمد،ومبغض ما جئتَ به من الهدى والحق والبرهان الساطع والنور المبين (هُوَ الأَبْتَرُ ) الأقل الأذل المنقطع كل ذِكرٍ له .
ليس لنا أن ننزل عن مستوى دعوتنا إلى التراشق برديء الكلام، ليس لنا أن ننزل إلى سفاسف الأمور، ولو حاول غيرنا جرَّنا إلى هذه الأمور،
ليكن تحركنا ذاتياً، فلا يحركنا غيرنا؛ لئلا نُجرَّ إلى معارك وهمية خاسرة
علينا ألا نغضب لأنفسنا، بل علينا أن نسمو بأنفسنا، عن كل بذيء، وعن كل ساقط .
قال الشافعي:
لما عفوت ولم أحقد على أحـد *** أرحت نفسي من هم العداوات.
إني أحيّي عدوي عند رؤيتـه *** لأدفع الشر عني بالتحيــات.
وأظهر البشر للإنسان أبغضـه *** كما أن قد حشا قلبي محبـات.
الناس داء ،وداء الناس قربهم *** وفي اعتزالهم قطـع للمودات
الشاهد من موضوعي هذا .. هو .. بأن نبتعد عن كل لفظ جارح أو بذئ يا أحبتي ..
ليس كل من تلفظ على أحد .. أصبح رجل .. والعكس صحيح ..
اللسان يجب أن يكون نظيف كصاحبه .
إحفظوا لسانكم أخواني وأخواتي الأفاضل.. فرب كلمة تكون مدان بسببها أمام رب العالمين .
وفي الأخير أحبتي سأقول التالي ..
( أخفيت دمعي عن من ليس يفهمه ** فالدمع أحياناً يحتاج إلى الفهم )
تحياتي لكم يا أحبتي .. وجمعة مباركة لكم ولي إن شاء الله ..