بدت الولايات المتحدة الأميركية تحبس أنفاسها مع اقتراب يوم تنصيب رئيسها المنتخب دونالد ترامب وبينما يرتب آلاف الناشطين المناهضين للإدارة الجديدة وحلفاؤهم المتخوفون من «شعوبية» الوافد الجديد للبيت الأبيض لتظاهرات في واشنطن وبقية المدن الأميركية حذر مسؤولون حكوميون حاليون وسابقون من أثر الخلافات التي لم يسبق لها مثيل بين الرئيس المنتخب وأجهزة المخابرات التي ستخضع قريباً لإمرته ووصفوها بأنها ستلحق الضرر بالأمن الأميركي إذا لم يُنزع فتيلها سريعاً.
وأضاف المسؤولون أن الروح المعنوية في وكالة المخابرات المركزية (سي.آي.إيه) ووكالات أخرى تضعف بالفعل بسبب الخلافات مع ترامب بشأن ما إذا كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمر بالتدخل في الانتخابات الأميركية وبشأن التسريبات المتعلقة بملف لا أساس له أعدته شركة أمنية خاصة يشير إلى أن موسكو لديها معلومات تنال من سمعة ترامب وتحط من قدره.
وتابع المسؤولون أنه ما لم يتم التصدي لهذه الخلافات فقد تؤدي إلى رحيل أفراد من أجهزة المخابرات وتدفع المتبقين إلى اتخاذ قدر أقل من المخاطر لمواجهة التهديدات الأمنية.
واتهم ترامب هذا الأسبوع الوكالات بتسريب المعلومات الواردة في الملف لوسائل الإعلام لكن مدير المخابرات الوطنية جيمس كلابر قال إنه لا يعتقد أن مسؤولي المخابرات مسؤولون عن التسريب. وقال مسؤول أميركي كبير سابق «هجوم الناس على (سي.آي.إيه) شائع جداً. لكن ليس الرئيس عادة».
ولم يرد الفريق الانتقالي لترامب على رسائل بالبريد الإلكتروني تطلب التعليق. وقال دانيال بنجامين الذي عمل في مواقع بارزة في البيت الأبيض وإدارة مكافحة الإرهاب بوزارة الخارجية في عهد رؤساء ديمقراطيين «أعتقد أنها وصفة لكارثة».
وأضاف بنيامين الذي يعمل الآن في كلية دارتموث أن ثمة «فرصة قوية» لأن يغادر أشخاص ستكون لهم «قيمة كبيرة» للقطاع الخاص. ومما يعقد الوضع قبل أسبوع فقط من أداء الجمهوري ترامب اليمين الدستورية رئيساً تحدث اثنان من مرشحيه لكبار المناصب الأمنية بلهجة مختلفة عن لهجته في جلستي تأكيد ترشيحهما بمجلس الشيوخ إذ كالا المديح للرجال والنساء الذين يعملون في عالم المخابرات السري.
وقال مسؤول كبير في أحد أجهزة المخابرات إن عدداً متنامياً من ضباط المخابرات ممن تزيد أعمارهم عن الخمسين وممن لا تقل خبرتهم عن 20 عاماً منها خمس سنوات في الخارج على الأقل كتبوا وفي حالات عديدة وقعوا خطابات استقالاتهم لكن لم يؤرخوها. وقال مسؤول ثان كبير بالمخابرات في وكالة أخرى «هناك قلق كبير هنا بشأن الازدراء الواضح للرئيس للعمل الذي نقوم به والأخطار التي نواجهها». وتحدث هو وآخرون شريطة عدم الكشف عن هوياتهم من أجل مناقشة المسائل المتعلقة بالمخابرات والروح المعنوية في وكالاتهم.
في الأثناء يستعد مئات آلاف الأميركيين لإبداء معارضتهم لوصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض بتنظيم تظاهرات في جميع أنحاء الولايات المتحدة، ولا سيما في واشنطن حيث سيشاركون في تجمع تاريخي.
وتأمل أقلية منهم لا تتعدى الآلاف في أن يتمكن المتظاهرون من بلبلة حفل تنصيب الرئيس المنتخب الذي سيحضره حوالي 800 ألف من أنصار رجل الأعمال الثري في 20 يناير بواشنطن تحت مراقبة 28 ألف عنصر من قوات الأمن.