بكت غدير وبكت..
فوقفت معها أسألها.. أتبكين ياغدير؟وام تبكين؟ أجابت غدير: بكيت وكم بكيت لأن فستاني الذي أشتريته من أحدث بيوت الأزياء في بارس لم يعجب الحاضرين... بكيت وكم بكيت لأن عطري الحديث الذي أشتريته من سويسرا لم يرق لبعض صويحباتي.. بكيت وكم بكيت لأن حذائي الذي لبسته وقد أشتريته من أحدث محل في لندن لم يلفت انتباه المدعويين.. بكيت وكم بكيت لأن تسريحة شعري ومكياجي الذي حضرت به عرس أكبر الشخصيات لم يرق لبعض الحاضرات.. بكيت وبكيت لأن فلمي المفضل قد أنتهى بموت البطل.. بكيت وكم بكيت لأن صديقتي مع أنها أقل غنى مني قد راقت عزيمتها للمدعوين وأنا التي أقمت مأدبة عشائي في أفخم فندق.. بكيت وكم بكيت لأن فريقي الذي أشجعه قد خسر.. بكيت وكم بكيت وكم بكيت.. ألتويت حزنا على دموع غدير التي هدرتها هباء في مهب الريح فإذا بي أرى عبير وهي تبكي.. ما الذي يبكيك ياعبير؟ قالت عبير.. بكيت وكم بكيت لأني لم أستطع حقظ القرآن كاملا إلى الآن.. بكيت وكم بكيت لأني شاركت مجموعة من الفتيات في مجلس غيبة فعلمت أن حسناتي قد تناثرت.. بكيت وكم بكيت لحال المسلمين في فلسطين وكشمير وسائر بلاد المسلمين.. بكيت وكم بكيت لأن النوم قد غلبني ولم أستطع صلاة ركعتين في جوف الليل.. بكيت وكم بكيت شوقا للجنة.. بكيت وكم بكيت عند قرائتي لسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم.. بكيت وكم بكيت لأن الشيخ الفلاني قد توفي وموت العالم ثغرة في الدين بكيت لأني رأيت فتاة متبرجة...بكيت لأني سمعت فتاة تعاكس عبر الهاتف.. رفعت يدي وأنا أقول كفى ياعبير فقد أبكيتني معك.. فكم هو الفرق كبير بين دمعة غدير ودمعة عبير