بني على أحدث المواصفات والمقاييس ويحتوي على 200 وحدة سكنية ..و"الصحة" تسلمه لـ "الداخلية"
شائعات المبنى "المسكون" تطارد مستشفى عرقة منذ 28 عاما
يعرف سكان حي عرقة مبنى كبيرا يقع في آخر حيهم، ذا طوابق متعددة تميزه حداثة التصميم منذ أن سكنوا الحي، لكن عدم تشغيله طوال 28 عاما جعل منه محورا للشائعات، وهو ما زاد الغموض بشأنه، رغم أنه بني على أحدث المواصفات والمقاييس.
"الاقتصادية" زارت موقع المستشفى الواقع شمال غرب العاصمة الذي بدا في حالة غريبة، واجهات منه زجاجها مهشم والشجيرات الصغيرة قد نبتت في كل أرجائه، في هذه الأثناء كان لقاءنا بالحارس، ولم يكن في البداية يعلم أن الصحافة قريبة منه لئلا نمنع من معرفة حقيقته، إذ أخبرناه أننا من سكان الحي، وسألناه عن قصة هذا المبنى، ليبدأ في سرد ما لديه من معلومات حسب موقعه واختلاطه بمسؤوليه. يقول الحارس: "بني هذا المستشفى عام 1400 هـ قبل 28 عاما كمستشفى للصحة النفسية، من قبل شركة سعودي أوجيه، كانت هناك بعض المشكلات في تشغيله وعن موقعه، ليظل في مداولات لحله من وزارة الصحة طوال هذه السنوات".
وأضاف: إن المستشفى يحوي على مبنى رئيسي وفيه أجهزة طبية منذ أن أنشئ تكلفتها بالملايين، كما يتضمن المستشفى أكثر من 200 وحدة سكنية قسم للعزاب وأخرى للعائلات، وفيه مضختان للمياه تآكلتا منذ ذلك الوقت".
وأكد الحارس أن الوحدات السكنية في المستشفى استضافت العائلات الكويتية أيام الحرب الخليجية لفترة من الزمن، مشيرا إلى أن أهالي الحي ما زالوا يؤدون الصلوات الخمس في مسجد المستشفى حتى الآن. وبسؤاله عن ما يردده أهالي الحي بأنه مسكون ليجيب الحارس بـ"نعم".
وأبان حارس المستشفى أن الشؤون الصحية في وزارة الصحة ورد منها خطابا أمس الأول لحراس المبنى لإخلائه. وبين أن تسعة أشخاص يقومون بحراسته بالتناوب.
في حين أكدت مصادر لـ"الاقتصادية" أن وزارة الصحة تنازلت به لوزارة الداخلية، واستبعدت "الصحة" أن يكون المبنى صالح طبيا، لافتا إلى أنه تم نقل الأجهزة والمعدات من مستشفى عرقة أول أمس إلى مستشفى الملك فيصل التخصصي وإلى مستشفيات المنطقة. ولم يعرف مصير المستشفى حتى الآن، بعد أن حصلنا على معلومات تفيد أن "الداخلية " ستتسلمه خلال اليومين المقبلين.
"الاقتصادية" حاولت الاتصال على رئيس لجنة في وزارة الصحة خصصت لموضوع مبنى المستشفى وبمسؤولين في الشؤون الصحية ولم نجد ما يؤكد صحة انتقاله لـ "الداخلية" وما تضمنه الخطاب الذي تحدث عنه حارس المبنى.
يشار إلى أن الأمير سلمان بن عبد العزيز ترأس مجلس المنطقة في وقت سابق لعام 1426/1427 هـ التي عقدت في قصر الحكم. وناقش المجلس ضرورة الإسراع في تشغيل مستشفى عرقة القائم وقرر أن تقدم وزارة الصحة برنامجا زمنيا لسير العمل في استكمال التجهيزات التي تقوم بها في المستشفى مع إيضاح تاريخ محدد لبدء التشغيل.