قصص لأزواج تنازلوا عن الرجولة والقوامة باسم "الحب"
دعاء بهاء الدين – سبق – جدة: "الرجال قوامون على النساء" آية قرآنية أرست دعائم الأسرة
في كل زمان ومكان، بيد أنه للأسف قد يستغل البعض هذه الآية وفق ن
زواته الشخصية ويستخدم أساليب العنف باسم "القوامة".
وعلى النقيض تماماً، ووفقاً لحالات نادرة خص بها "سبق "
أحد المستشارين الأسريين "رفض الكشف عن اسمه" فهناك أزواج خلعوا رداء الرجولة وتنازلوا عن القوامة وفقاً لرغباتهم الشهوانية، فأصبحوا يترنحون في درب اللامبالاة والفوضى، وللأسف الشديد فهم يمثلون خطراً على كيان الأسرة بسلوكهم.
"سبق" ترصد قصصاً واقعية لأزواج تنازلوا عن رجولتهم باسم "الحب" فأصبحوا آله شهوانية تقضي نزواتها ولو على أنقاض قيم المجتمع.
قلبي لن يطاوعني
يقول المستشار الأسري: حدثني زوج عن حبه الجارف لزوجته قائلاً: تزوجت من امرأة جميلة ومحافظة، وبعد فترة من الزمن بدأت تتنازل تدريجياً عن حجابها فغضبت كثيراً، ولكن حبي الشديد لها جعلني أتنازل عن ذلك.
وتابع حديثه: ثم تطور الأمر فبدأت بالخروج مع صديقاتها إلى المقهى بمفردها ودون علمي، ثم انتهى بها الأمر بالتعرف على شاب عبر برامج الشات، فلما علمت بالموضوع جن جنوني، بيد أنني لم أستطع تركها لحبي الشديد لها، فسامحتها على ذلك، وتنازلت للأسف، وإذا بي أكتشف علاقة أخرى عبر الهاتف، فلا أدري ماذا أفعل وأنا أمام خيارين أحلاهما مر، هل أتركها مع أن قلبي لا يطاوعني؟ أم أستمر معها رغم كل تجاوزاتها؟ علماً أنها أخبرتني بعدم رغبتها فيَّ كزوج، وطلبت مني الطلاق أكثر من مرة.
أنقذوني من إثارتها
قصة أخرى لزوج يعشق زوجته بصورة غير طبيعية، تحدث باكياً: أحب زوجتي، وبالرغم من حبي لها وتضحيتي من أجلها، بيد أني لاحظت عليها تغيراً في مشاعرها دون أي سبب.
وتابع حديثه: من خلال متابعتي لها شاهدت على بريدها الإلكتروني صوراً لشاب، وعندما سألتها أجابتني أنه أحد أصدقائها على الفيس بوك، ساورني الشك تجاه هذه الصور، فراقبتها، حتى رأيتهما معاً في بهو أحد الفنادق، امتلكتني الحيرة وعجزت عن مواجهتها خشية أن تبتعد عني، فأنا لا أستطيع الاستغناء عنها.
فضيحة أمام المجتمع
وقصة ثالثة لرجل يحتل مكانة مرموقة في المجتمع، تحدث قائلاً: منذ بداية زواجي تحملت الكثير من سلبيات زوجتي، وبالرغم من ذلك تنازلت حتى لا تنهار أسرتي.
وتابع حديثه: في فترات كثيرة أسافر إلى الخارج، فأشتاق إلى زوجتي وأشعر أنها بعيدة عني وتقابلني ببرودة إحساس، وفي إحدى المرات استمعت بالمصادفة لمكالمة هاتفية تحادث فيها زوجتي رجلاً، تبث له مشاعرها وتغدق عليه بعبارات الحب والهيام، كظمت غيظي ولم أتحدث معها بخصوص هذا الموضوع، وفي أحد الأيام خرجت زوجتي دون علمي، فقررت مراقبتها حتى شاهدتها ذاهبة لمنطقة نائية، ودخلت أحد البيوت، انتابتني حيرة ولم أستطع متابعتها خوفاً من صدمتي بخيانتها، فأنا لا أستطيع طلاقها خشية الفضيحة أمام المجتمع، وحفاظاً على المركز المرموق الذي وصلتُ إليه.
اضطرابات جنسية
وحول التحليل النفسي لشخصية الزوج أبان لـ"سبق" الاستشاري النفسي ومدير مركز إرشاد الدكتور حاتم الغامدي قائلاً: إن الزوج الذي يتقبل خيانة زوجته شخصيته انقيادية، يعاني من حب مرضي لزوجته قد يكون لفقدانه إحساس الأمومة، أو لطغيان السلطة الوالدية التي جعلت منه شخصية منقادة للآخرين. لافتاً إلى استغلال الزوجة ضعف شخصية الزوج ومن ثمّ تصبح الشخصية الطاغية والمتسلطة عليه.
وأضاف الغامدي أيضاً: قد يتقبل الزوج الخيانة خوفاً من المستقبل، أو الانفصال عن زوجته وشعوره بالحيرة عمن يربي أبناءه. مشيراً إلى معاناة الزوج في طفولته من خيانة الأم وما نجم عنه من آثار سلبية، مما يجعله يتقبل تلك الخيانة خوفاً من تكرار المأساة. كما قد يتقبل الزوج الخيانة خوفاً من الفضيحة إذا كان يحتل مكانة اجتماعية مرموقة.
ولفت إلى أن بعض الرجال لديهم اضطرابات جنسية مثل: السادية وهي التلذذ بالجنس بتعذيب الآخر، بينما البعض الآخر شخصيتهم مازوخية وهي التلذذ بالجنس بالتعذيب من الطرف الآخر، وكذلك قد يكون الرجل مرتبطاً بالمرأة أو الجنس بصورة غير سوية، ويبرر ذلك أن زوجته هي المرأة الوحيدة القادرة على امتاعه جنسياً، ويعتقد أنه عندما يطلقها فلن يجد امرأة أخرى تمنحه نفس المتعة الجنسية.
اختبارات نفسية
وأبان أن الزوج بعد صدمته بخيانة زوجته يدخل في حالة "اكتئاب تفاعلي" فيفقد الثقة في نفسه والآخرين، محدداً علاج الزوج الذي يعاني من اضطرابات عن طريق جلسات العلاج النفسي، الذي يتم فيها تأكيد الهوية الجنسية للرجل، وتأكيد ذاته وتقديرها التقدير الإيجابي، وكذلك مساعدته في تحديد اتجاهاته وبناء قراراته بشكل إيجابي في المستقبل. محذراً من انتقال السلوك الشاذ للأب إلى أبنائه مستقبلاً، فإذا عانى الرجل في طفولته من تسلط الأم، فربما يتقبل السلطة المرضيّة للزوجة مستقبلاً.
ورأى الاستشاري النفسي أن الحياة الزوجية قد لا تستقيم بين الزوجين بعد خيانة الزوجة في حال عدم قدرة الزوج نسيان أحداث الماضي المرتبطة بالخيانة ذاتها. موضحاً أنه في أحيان قليلة قد تستقيم الحياة نتيجة هذا الحدث، بأن يعود الزوجان بتقوية العلاقة باعتراف كل منهما بالخطأ والتعاهد على نسيان الماضي وطيه تماماً من حياتهما، بيد أن هذا الأمر لا يتحقق إلا عندما تتوفر النية الإيجابية والسلوك الإيجابي من كلا الطرفين تجاه الآخر. وطالب في ختام حديثه بعمل اختبارات نفسية قبل الزواج لتحديد مدى التوافق النفسي بين الزوجين.
نتائج كارثية
ولفت الكاتب والخبير التربوي نزار رمضان إلى النتائج الكارثية على الزوجة والأبناء إزاء الانحراف الجنسي والذوقي لبعض الأزواج، واصفاً الزوج الذي يتقبل خيانة زوجته أنه "آلة شهوانية" تُشحن بلذة ويرضى بلمسة ويغفل بهمسة ولو على حساب رجولته.
وأوضح أن هذا الرجل يربي أبناءه ليشبع شهوة الفخر أنه أب ينجب، ويفخر بحصول ولده على شهادة نجاح حتى ولو كانت بطريقة غير مشروعة كالغش والخداع، وهذه التربية تفرز أبناء مستهترين لا يبالون.
زوجة متسلطة
وقال رمضان لـ"سبق": للأسف ينظر هذا الزوج للخيانة بكافة أنواعها أنها من اللمم، يمكن غض الطرف عنه. معتبراً الزوج ضحية لثقافة افتقاد معايير للحد الأدنى لغض الطرف عن انحرافات الزوجة، والحد الأقصى لهذا التجاوز. ولفت إلى أن هذا الزوج مادي الإحساس، يفتقد التوازن في مواجهة المشكلات، شهواني، خائن، يفسر المواقف الخائنة والمظاهر الانحرافية بما يرضي شهوته فقط، عاجز عن مواجهة المشاكل بذريعة "الفضيحة".
سلوكيات شاذة
من جانبه، استنكر المستشار الأسري والباحث في الشؤون الإسلامية خالد الرميح السلوكيات الشاذة لبعض الأزواج. واصفاً الزوج الذي يرضى بخيانة زوجته كما وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم بـ"الديوث". ولفت إلى عدم استقرار الحياة الأسرية في ظل شعور الزوج بالخزي والعار من خيانة زوجته.
وحذر الرميح من انعكاس ذلك سلبياً على تربية الأبناء. متسائلاً: كيف يستطيع الزوجان تربية الأبناء وهما يشعران أن حياتهما الأسرية "بيت دعارة"، يفتقد لمقومات الحياة الأسرية التي أقرها الشرع الحنيف. معتبراً هذا مؤشراً خطيراً على انعدام الوازع الديني لدى الرجل.
وشدد على معاقبة الزوج الذي يرتضي هذه السلوكيات التي تتنافى مع الدين الإسلامي وأخلاقيات المجتمع. موضحاً أن عقوبة التعزير يحددها القاضي وفقاً لأسباب الجريمة وآثارها السلبية.
وفي ختام حديثه طالب بضرورة التصدي للسلوكيات الشاذة التي اخترقت خصوصيات المجتمع، قبل أن تصبح ظاهرة اجتماعية تدمر كيانه.