ذَهَبَتْ إلى كتاب التاريخ وهي تتهادى بأجمل ملابسها ، تجر وراءها الحكايات والقصائد والأحباب ، وذلك بعد أن تعطرت بدماء الأحرار .
أخذت المكان الذي يليق بها بين السنوات العظيمة :
إنها سنة 2011م
سنة ارحل ، سنة الشعب يريد ، سنة البوعزيزي ، سنة الشارع الذي أرعب القصر .
سنة تحوّل فيها العالم العربي إلى (خبر عاجل) تنقله كل شاشات العالم .
سنة ( البلطجية والشبيحة ) و ( المندسين والأجندة ) و ( الأصابع الأجنبية ) .
سنة الهواتف المحمولة واليوتيوب والفيسبوك : إعلام جديد أربك الإعلام التقليدي .
سنة تويتر .. و 140 حرفاً تفعل ما لا تفعله ملايين الكلمات التي تبث عبر قناة رسمية غبية ، وتكتب عبر صحيفة حكومية لم تتغيّر لغتها منذ نصف قرن .
إنها سنة 2011م الباهرة / الطاهرة :
السنة التي أعادت ليوم ( الجمعة ) هيبته وطهره .
إنها سنة 2011م الباهرة / الثائرة :
سقطت نُخب ، وولدت نُخب جديدة .
سقط جدار ضخم ، اسمه : الخوف .
سقط جدار أضخم .. موجود في العقل العربي .
و .. فجأة ، ودون مقدمات ، يكتشف السياسي العربي أنه يحكم جيلاً لا يعرفه ، ويتحدث بلغة لا تشبه اللغة التي ربَّى الرعية عليها ، لهذا قال مرة ( أنا فهمتكم ) وهو يدّعي الفهم ، وفي المرة التالية كان صريحاً وقال بحماقة سيسجلها التاريخ ( من أنتم ) ؟
وداعاً أيتها الفاتنة ، وعوضنا الله عنك بغيابك بسنة رائعة .. تعود فيها الحقوق لأصحابها ، ويهزم العدل الظلم ، وتفضح الحقيقة الزيف ، وتتنفس الناس بحريّة وتعيش أيامها بكرامة ، وتتحقق أحلامها المشروعة .. أما أنتِ فاذهبي إلى المكان اللائق بك .. وعندما تفاخر كل سنة بنفسها أمام السنة الأخرى ، تبختري وتدللي ، وقولي لهن بكل فخر: أنا أجمل منكنّ جميعًا..أنا سنة الحرية.. أنا 2011م .
ستظلين : السنة الفاتنة ..
حتى وإن قال البعض : سنة الفتنة !