مع انتشار القنوات التي تتخصص في الزواج، أكد عدد من موظفي وعمال بعض هذه القنوات على أن مهام عملهم تتركز في تقمص دور زوجات يحملن أوصافا جميلة، ويطلبن زواج المسيار لمراسلة الرجال طالبي هذا النوع من الزواج، وأدوار أخرى لأزواج أثرياء يراسلون طالبات
الزواج من الأثرياء. في حين أكد عدد من مشتركي بعض قنوات
الزواج أن الرسائل الخاصة التي استقبلوها من الفتيات اللاتي قاموا بمراسلتهن عبر الفضائية كانت تحمل نصا واحدا جاء بعنوان "تواصل معي على القناة، حتى أعرفك جيدا، وأعرف أنك جاد في
الزواج مني".
واعترف موظف بإحدى قنوات الزواج، وتتخذ من عاصمة عربية مقرا لها رفض الكشف عن هويته أن القائمين على القناة يطلبون منه مراسلة الرجال من أجهزة القناة بعبارات يحددها مختصون لهذا الغرض، وتستدعي ردا من المشترك برسائل نصية من هاتفه المحمول، تتجاوز قيمة الواحدة منها خمسة ريالات، مثل "مساء الخير" و"أرسل لي رقم هاتفك" و"أرسل عنوانك" وغيرها.
ومن جهة أخرى أكد عدد من الفتيات أن هواتفهن تستقبل رسائل نصية شبه يومية من فضائيات الزواج، وتحمل مواصفات خرافية لأزواج من فئة رجال الأعمال، وذوي المناصب العليا، وأشرن إلى أنها رسائل لأزواج وهميين، ولكن هذه المواصفات تستدعي بعض الفتيات للرد على هذه الفضائيات برسائل أخرى للاشتراك، وطلب مراسلة هذا الزوج المزعوم الذي تأتي مواصفاته كفارس أحلام كل فتاة.
إلى ذلك، أوضح كل من ياسر وفهد وحسان أنهم شباب دفعتهم ظروفهم للبحث عن زوجات مسيار، ولم يجدوا أمامهم إلا الاشتراك في إحدى فضائيات الزواج، وأنهم فوجئوا برسائل تصل إلى هواتفهم، وتحمل نفس العبارات من أرقام لملفات مختلفة لمشتركات يطلبن زواج المسيار، ولكنهن يبدين رغبتهن في التواصل عبر القناة، ويبحثن عن حجج ليقوموا بإرسال أكبر قدر ممكن من الرسائل إلى هذه القناة.
واعترف الشباب أنهم اكتشفوا أخيرا أن القناة هي نفسها تلعب دور زوجة المسيار المنتظرة، وتتلاعب عليهم، لكسب رصيد زائد من الرسائل التي أوضحوا أن فواتير هواتفهم ارتفعت جدا بسببها، لارتفاع أسعارها التي تتجاوز الخمسة ريالات للرسالة الواحدة.
وحذر المستشار القضائي الخاص والمستشار العلمي في الجمعية العالمية للصحة النفسية وأستاذ كرسي القضاء الجنائي الشيخ صالح بن سعد اللحيدان الشباب والفتيات من مغبة ما أسماه "الوهم للاستغلال المادي" حسب وروده في القضاء الجنائي، معلقا على استغلال حاجة طالبي
الزواج من قبل القائمين على فضائيات تدعي في ظاهرها أنها تأسست لتحقيق الأحلام، وهي في الباطن تعمل من أجل الكسب المادي على حساب المعوزين بثلاثة جوانب هي أخلاقية وأدبية وشرعية.
يقول الشيخ اللحيدان "إذا ثبت استغلال هذه الفضائيات لحاجة طالبي
الزواج برسائل الوهم، فإن ذلك يدل على هبوط الأخلاق، لأن ذلك يدل على اضمحلال القيم، والإعلام له شرف ومصداقية غيبتها هذه الفضائيات أخلاقيا، أما من الجانب الأدبي ففيه لعب على عقول المشتركين بهذه القنوات، واستغلال لبراءتهم، أما الجانب الشرعي فمضمونه البطلان والتحريم، لأن ما أصله باطل فهو باطل وحرام".
وأضاف أنه يجب على كل من يقوم على هذه الأعمال أن يتقي الله في كشف محارم الناس على الهواء من خلال عرض الأوصاف الجسمية، والألوان ومقومات طالبي
الزواج وأعمارهم، وأكد أن ذلك كله يدل على أن هذه المسألة تقوم كلها على ما أسماه "اللعب على الذقون".
ويرى الشيخ اللحيدان أن من أسباب إقبال الشباب والفتيات العرب والعربيات على مثل هذه البرامج والفضائيات كون المشاهد العربي لا يقرأ، وإذا قرأ وشاهد فإنه يبحث عن الشكليات والإنشاءات مثل الحفلات والمسرح والزواج والحب المزعوم، وحمل الإعلام العربي مسؤولية تلميع أشخاص من الدرجة العاشرة لا تستفيد منهم الأمة على حساب عقول وأموال المشاهدين.
المصدر جريدة الوطن
http://www.alwatan.com.sa/news/newsd...2118&groupID=0
__________________