القصيدة التي سأعرضها لكم بعنوان ( صلى عليك الله ) استوقفتني مع اختلافي مع كاتبها في اشياء كثيرة
(والقصيدة زاخرة بالابتهال والإنابة والتوبة والرجوع إلى الله، حتى أنها لفتت نظر الداعية السعودي المعروف الشيخ عائض القرني فأثنى عليها حينما قرأها في موقع الشاعر نزار قباني، وكذلك فعل غيره ممن قالوا: «إنه برغم كل ما كتبه نزار ـ رحمه الله ـ كان قلبه ممتلئا بالإيمان، والدليل هذه القصيدة التي وضعها البعض على الشبكة العنكبوتية في موقع نزار».)(1)
عندما قرأت القصيدة سألت نفسي سؤالاً:
لما لم يلجأ قائل القصيدة الى الله ؟
فإلى الله الشكوى فهو ملجأ الملتجئين وأمان الخائفين يحب التوابين ويحب المتطهرين
(والتوسل بالرسول صلى الله عليه وسلم على ثلاثة أقسام:
القسم الأول: أن يتوسل بالإيمان به، واتباعه؛ وهذا جائز في حياته، وبعد مماته.
القسم الثاني: أن يتوسل بدعائه أي بأن يطلب من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يدعو له فهذا جائز في حياته لا بعد مماته؛ لأنه بعد مماته متعذر.
القسم الثالث: أن يتوسل بجاهه، ومنزلته عند الله؛ فهذا لا يجوز لا في حياته، ولا بعد مماته؛ لأنه ليس وسيلة؛ إذ إنه لا يوصل الإنسان إلى مقصوده؛ لأنه ليس من عمله.)(2)
وفي هذه القصيدة توسل الشاعر بجاه الرسول، ومنزلته عند الله
وتساءلت لما لم يتوسل الشاعر إلى الله؟
فجاء جوابي مسرعا عندما تذكرت حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَصْبَحَ وَأَمْسَى دَعَا بِهَذِهِ الدَّعَوَاتِ :
" اللَّهُمَّ أَنْتَ أَحَقُّ مَنْ ذُكِرَ ، وَأَحَقُّ مَنْ عُبِدَ ، وَأَنْصَرُ مَنِ ابْتُغِيَ ، وَأَرْأَفُ مَنْ مَلَكَ ، وَأَجْوَدُ مَنْ سُئِلَ وَأَوْسَعُ مَنْ أَعْطَى ،أَنْتَ الْمَلِكُ لا شَرِيكَ لَكَ ، وَالْفَرْدُ لا تَهْلِكُ ، كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلا وَجْهَكَ ، لَنْ تُطَاعَ إِلا بِإِذْنِكَ ، وَلَنْ تُعْصَى إِلا بِعِلْمِكَ ... )
يا هادي الثقلين هل مـن دعـوة *** تُدْعَـى بهـا يستيقـظ الـنـوامُ
(وفي غمرة الضجة التي أثارتها هذه القصيدة
ظهر الشاعر السعودي المعروف يحيى توفيق حسن ليقول للجميع
إن هذه القصيدة قصيدته،وإنها موجودة في دواوينه منذ 13 سنة
كما أنها نشرت مرات في أكثر من صحيفة سعودية دون أن يلتفت إليها أحد
وقد أحزن الأمر الشاعر يحيى توفيق لأن أولئك الذين ظلوا طويلا يتشككون في شاعريته
واليوم يكيلون المديح بسخاء لقصيدة من قصائده لمجرد أنها نسبت إلى الشاعر الكبير نزار قباني
وإن كنت أظن أن على توفيق أن يشعر بالانتصار بعد أن تأكد له أن الناس
بما فيهم بعض الأدباء يقعون تحت تأثير استهواء الاسماء،
وأن للنجومية الكبيرة جدا كنجومية نزار قدرتها الإيحائية التأثيرية على المتلقي.)(3)
1- الشرق الاوسط الاحـد 11 ذو القعـدة 1427 هـ 3 ديسمبر 2006 العدد10232
2- حكم التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم - محمد بن صالح العثيمين
3- الشرق الاوسط الاحـد 11 ذو القعـدة 1427 هـ 3 ديسمبر 2006 العدد10232