لا يجوز ...
للمسلم أن يدعو على أخيه المسلم بغير حق ، ولا أن يتمنى له حصول المكروه في دينه أو دنياه .
فإذا ظلمه أخوه المسلم أو أساء إليه فله أن يدعو عليه بقدر ظلمه وإساءته لا يتعدى ذلك ، فإن صبر على أذاه وتجاوز عنه فهو خير له عند ربه ، قال تعالى : ( وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ ) النحل/ 126
🔴🔴
ثانيا :
إذا أراد المظلوم أن يدعو على ظالمه لم يجز له أن يتعدى في ذلك بالإساءة إلى أهله أو الدعاء عليهم ؛ لأنهم لا يؤاخذون بذنب صاحبهم لا في الدنيا ولا في الآخرة.
روى أبو داود (4495) ، والنسائي (4832) عَنْ أَبِي رِمْثَةَ رضي الله عنه قَالَ : " انْطَلَقْتُ مَعَ أَبِي نَحْوَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِأَبِي : ابْنُكَ هَذَا ؟ قَالَ : إِي وَرَبِّ الْكَعْبَةِ . فقَالَ : ( أَمَا إِنَّهُ لَا يَجْنِي عَلَيْكَ وَلَا تَجْنِي عَلَيْهِ ) وَقَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ) " . صححه الألباني في "صحيح أبي داود" .
قال في " عون المعبود " (11/176) :
" ( لَا تَجْنِي عَلَيْهِ ) : أَيْ : عَلَى اِبْنك , وَالْجِنَايَة الذَّنْب وَالْجُرْم مِمَّا يُوجِب الْعِقَاب أَوْ الْقِصَاص , أَيْ لَا يُطَالَب اِبْنك بِجِنَايَتِك , وَلَا يَجْنِي جَانٍ إِلَّا عَلَى نَفْسه ( وَلَا تَزِر وَازِرَة وِزْر أُخْرَى ) : وَهَذَا رَدّ لِمَا اِعْتَادَتْهُ الْعَرَب مِنْ مُؤَاخَذَة أَحَد الْمُتَوَالِدَيْنِ بِالْآخَرِ [أي : معاقبة الأب بذنب ابنه ، أو معاقبة الابن بذنب أبيه]" انتهى .
🔴🔴
ثالثا :
دعاء المسلم على أخيه المسلم أو على أهله بالهلاك من التعدي في الدعاء فلا يجوز ، إنما يُدعى بالهلاك على الكفار المحاربين أو ((( المسلم المسرف المفسد الذي لا ينكف شره عن الناس إلا بهلاكه ))) .
🔴🔴
رابعا :
لا يشترط لإجابة دعوة الداعي أن يكون من أهل الصلاح - وإن كان صلاح الداعي سببا لقبول دعائه ، لأن الله يستجيب دعوة المظلوم وإن كان عاصيا ؛ فعن أبي هريرة أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : ( دعوة المظلوم مستجابة ولو كان فاجراً ، ففجوره على نفسه ) رواه أحمد (8781) وحسنه الألباني في "صحيح الجامع" (3382) .
🔴🔴
خامسا :
ليس مجرد أن يبدأ الداعي دعاءه على غيره بقوله " جعلك " سببا في استجابة دعائه ، وخاصة إذا تعدى فيه وأساء وظلم ، فإن الله سبحانه وتعالى حكم عدل ، فكما أنه يكره فعل الظالم فإنه أيضا يكره إسراف المظلوم وتعديه ، لأنه ظلم أيضا .
والله تعالى أعلم .
فضيلة الشيخ \ محمد صالح المنجد .
•••••••••••