ياسين عبد الرحمن الجفري
السبت 10/12/2016
هل زالت مخاوفنا ؟! مع نهاية العام الجاري، يدور في خاطرنا سؤال مهم، إجابته تُعزِّز لنا اتّجاهنا ومسيرة حياتنا؛ واستمرارنا أو خروجنا من الأزمة التي عايشناها مُؤخَّرًا؛ في خضم بعض التصريحات غير المسؤولة من بعض المسؤولين. والسؤال هو عنواننا: هل زالت مخاوفنا وأصبحت أمورنا على ما يرام؟.
نعم، مع نهاية العام تعدَّلت أمور كثيرة، حتى أصبح العالم يأخذ توجُّهاتنا وقراراتنا على محمل الجد، وتعدَّل معها سعر النفط وغيرها من المؤشرات الاقتصادية. فقد اتّخذت الدولة مجموعة من الخطوات بهدف القيام بإصلاح اقتصادي، أدَّت تلك الخطوات إلى زيادة الأعباء، ولكن في نفس الوقت تراجعت الأسعار بشكلٍ ملحوظ، والتي يرجع سببها في الأساس إلى ترشيد سلوك المواطن كمستهلك، لتعود الأمور إلى نصابها. وفي نفس الوقت نجد أن الضغط المستمر على الاقتصاد من خلال الاقتصاد الموازي والتحاويل الخارجية، أخذ في التراجع بشكلٍ ملموس.
ليست الإجراءات الترشيدية؛ أو قرارات الدولة لرفع سعر بعض الخدمات هي السبب الوحيد، ولكن رشاد المستهلك وتعقُّله ربما كان السبب الأقوى، ومعها شهدنا توازن الأسعار، ويبدو أن الصدمة حققت مفعولها. فالأسعار لم تنخفض خلال الفترات السابقة مع تراجع الأسعار العالمية بقدر تراجع الطلب والاتجاه نحو التوفير، والرغبة في الحفاظ على السيولة خلال معظم العام.
وشهدنا خلال الفترة السابقة عددًا من المتغيرات ساهمت في الصحوة الاقتصادية التي عايشناها، وكلنا أمل في استمرارها وليس في انحسارها، حتى يتعافى اقتصادنا منها، ولعل أهمها الاقتصاد الموازي الذي تراجعت معه التحويلات الخارجية بشكلٍ جيد. ولعل من المهم أن يتماشى التوجُّه الاقتصادي من طرف الدولة، وخلال الفترة الحالية، ليدعم تحسُّن كافة المؤشرات الاقتصادية، وخاصة وضع الاقتصاد الموازي من خلال القطاعات الداعمة له، والمؤثرة في اتجاهات التستر التجاري. ويُقال: إن الإنسان طبيب نفسه، ونحن نقول: إن الإنسان أفضل معالج وموجِّه لاقتصاده، من خلال ترشيد سلوكه الاقتصادي، وخاصة التحكم في السيولة وتوجيهها في الاتجاه الصحيح، وترشيد إنفاقه.
كلنا أمل في استمرار هذا السلوك حتى يتعافى اقتصادنا كليًا، وأن يستمر مفعول الصدمة لفترة طويلة، بدلًا من احتياجنا لصدماتٍ أخرى قد لا تُؤتي ثمارها كما نرغب. ونتمنى أن يكون توجُّه الدولة الاقتصادي المقبل هو لتنمية وتطوير قطاع الأعمال الصغيرة، ليسد خلل الاقتصاد الموازي، وينهي تأثيره المخيف على اقتصادنا.. هذا وبالله التوفيق.