بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على خير الخلق سيدنا محمد
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أحبتي في الله :
يحترق قلبي لرؤية حال المسلمين في هذا الزمان و قد أصابهم الضعف و الذلة , يستجدون و يتسولون العطف و السلام و العدل و الإنصاف من أعدائهم .
و كيف لا يحترق قلبي و المسلمون يجب أن يكونوا في الذرى , أليسوا ينتمون لأسمى الرسالات السماوية ؟!
أليسوا يحملون نفس القِيَم التي ارتقى بها أجدادنا الأوائل , أبو بكر و عمر و خالد و عقبة و ..... ؟!
الجواب كلنا يعرفه :
نعم , نحن ننتمي للإسلام و لكن كثيراً من أفعالنا و أقوالنا ليست كذلك .
نعم , لقد ارتضينا الإسلامَ ديناً لنا و لكننا لم نستطع الإلتزام به كاملاً , لقد غلبتنا شهواتنا .
أحبتي , تعالوا إذاً نكمل النقص فينا , تعالوا نغلب شهواتنا , تعالوا نستعيد أمجادنا , تعالوا نكون خلفاءَ حقيقيين لله في الأرض , تعالوا نكون أعزاء لا أذلاء , تعالوا ننشر العدل و الرحمة و السلام في الأرض .
تعالوا نزداد علماً فوق علمنا و صدقاً فوق صدقنا و حياءً من الله عزوجل فوق حيائنا و رحمة بالآخرين فوق رحمتنا و ذكراً لله عزوجل فوق ذكرنا و كرماً فوق كرمنا و حُسنَ خلقٍ فوق حُسنِ خُلقنا .
تعالوا نزداد أدباً مع الله عزوجل فوق أدبنا و نزداد تلاوةً للقرآن بتمعن و تفكر فوق تلاوتنا و نزداد إتقاناً لصلاتنا و أعمالنا فوق إتقاننا و نزداد صياماً و قيامَ ليلٍ فوق صيامنا و قيامنا .
تعالوا نزداد حباً لله عزوجل و لنبيه صلى الله عليه و سلم فوف حبنا , تعالوا نزداد صلة لأرحامنا و جيراننا و إخواننا فوق صلتنا , تعالوا نزداد خوفاً من الحساب و العقاب و عذاب القبر و الآخرة فوق خوفنا , تعالوا نزداد دعاءً و استغفاراً فوق دعائنا و استغفارنا .
تعالوا نزداد تربية لأنفسنا و لأطفالنا فوق تربيتنا , تعالوا نزداد براً بوالدينا فوق بِرّنا .
تعالوا نزداد من كل خير و نتجنب كل إثمٍ و معصيةٍ .
تعالوا نتجنب المفاخرة و المكاثرة و حب الدنيا و الجهل و الفسوق و العصيان .
تعالوا نتجنب أكل المال الحرام و سرقة اليتامى و غش الناس و خديعتهم و النصب عليهم .
تعالوا نخفف من شهواتنا الحلال حتى لا نقترب من الشبهات فالحرام ,
أحبتي : ليصل صوتكم لكل من تستطيعون , اجهروا بالقول و أَسِروا به , ازدادوا دعوة إلى الله عزوجل , شمروا عن سواعدكم أكثر فأكثر , اطلبوا رضا ربكم في كل ما تفعلوه لتنالوا بذلك عز الدنيا و الآخرة .
وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33) فصلت
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (35) المائدة