تايمز: لا يمكن السماح بانتصار إيران
كتبت «تايمز» البريطانية في افتتاحيتها أن الحرب في سوريا بلغت نقطة تحول حاسمة، بعد سقوط قلب مدينة حلب القديمة، في وقت تسعى المعارضة إلى وقف النار للسماح للمدنيين بالمغادرة. وأشارت الصحيفة إلى أن السقوط الوشيك لحلب الشرقية سيمكّن النظام من فرض سيطرته على المدن الخمس الكبرى وعموم غرب سوريا، وبالتالي سرعان ما يتوج الأسد نفسه منتصراً. وأردفت بأن واقع الأمر هو أنه كان ممسكاً بالسلطة طوال الوقت ليس بتزكية شعبية ولكن بسبب التقاعس الغربي، حيث فشلت الولايات المتحدة في التحرك حتى عندما خنقت المدنيين الأسلحة الكيماوية لهذا المستبد، على حد وصفها.
وبدلاً من ذلك دعمت موسكو وطهران نظامه المتداعي طوال نحو ست سنوات من الحرب، وأخيراً لم يكسب الأسد أرضاً فقط، بل قدم نفسه بوصفه محارباً للإرهاب وأنه حصن ضد الفوضى في الشرق الأوسط، وأعطى لنفسه بريق من لا يمكن الاستغناء عنه.
وأشارت «تايمز» إلى أن إدارة ترامب القادمة تظهر ودها للرئيس الروسي بوتين، وأن لها أولويتين، أولاهما دحر تنظيم داعش أو على الأقل طرده من سوريا والعراق، وفي هذا المسعى تعتبر من الضروري ألا تظهر إيران وكأنها الفائز بحيث تنشر نفوذها «الخبيث عبر الهلال الشيعي»، الذي يضم ميليشيات حزب الله في لبنان والمقاتلين الذين تدعمهم طهران في سوريا والعراق.
وأضافت أنه بعد حلب، وبعد مراسم التنصيب الرئاسية، قد يتوصل الرئيس دونالد ترامب إلى تفاهم مع روسيا للاشتراك في قصف التنظيم وإخراجه من الرقة بسوريا. ولفترة محدودة من الممكن أن تصبح موسكو وواشنطن حليفتين. وإذا ما طرد التنظيم بسرعة من سوريا، فسوف يعتبر ترامب وبوتين ذلك انتصاراً لبراغماتية الشرق والغرب، ومن دون خطر التنظيم سيصعب على الأسد الاحتجاج بأنه يقف على الجانب الصواب من الحرب ضد الإرهاب.
وألمحت الصحيفة إلى أن إدارة ترامب، التي تضم العديد من المحاربين المخضرمين الحذرين من إيران، ستركز بالتالي على دق إسفين بين موسكو وطهران. وقد تكون روسيا مستعدة لقبول بديل عن الأسد شريطة أن يتمكن من تحمل ولاء الجيش السوري والحفاظ على لحمة الدولة والسماح لموسكو بالإبقاء على قاعدتها البحرية في طرطوس.
وختمت الصحيفة بأنه من الممكن أن تكون هناك صفقة ما في طور التكوين، وستكون قبيحة ومحفوفة بالمخاطر.