كل افكارك تولد من الصفر ..
قد تتعثر في واحده ..
وقد تولد لك السعادة في عشر ..
وقد تمضي كثيرا من الوقت في البعض ..
لاكن كن على حذر ..
ان تعود بك إحداهن الى ما دون الصفر ..
.
.
.
.
.
مرحبا انا بدر ..
ولدت ونشأت وترعرعت في قريه صغيره تفتقر لكل مقومات الترفيه وحياه الرفاهية والتمدن التي كنت اسمع بها ولم اشاهدها
الا حينما اضطررت لرحيل عن قريتي والسفر لمدينه تبعد عن قريتي قرابه الأربعمائة كيلومتر
وذلك بهدف اكمال دراستي الجامعية مثل ما يفعل جل أبناء القرية حين حصولهم على الشهادة الثانوية فيقومون بالذهاب لتلك المدينة
لإتمام دارستهم الجامعية والاستقرار مستقبلا في المدن الكبيرة بعد حصولهم على وظائف بتلك المدن ..
كان ارتباطي بالقرية ارتباط وثيق .. ارتباط مكاني ووجداني وعاطفي بالرغم من خلوها من كل مقومات الترفيه
الا ان هذا الارتباط المكاني الذي ولدت ونشأت وترعرعت به وفيه لم يجعلني أتمكن من الاستمرار في دراستي الجامعة سوء اشهر قليله جدا ..
عدت بعدها الي القرية لانني لم اكن اتنفس الحياه بشكل جيد كما كنت افعل سابقا .. كدت ان اختنق وكاد ان يقضى علي بسبب هذا الارتباط ..
لكنني عدت بعد ذلك لقريتي بخطه وبعمل عظيم قلب القرية فيما بعد راس على عقب ..
اثناء تواجدي بالمدينة لم اترك مكانا لم ازره وذلك لأنني كنت مخططا فعلا العودة بعد ادراكي بعدم مقدرتي على الاستمرار في هذه المدينة..
ولان هذه العودة كانت مشروطه بإيجاد فكره لمشروع صغير استطيع من خلاله توفير عمل يدر علي دخلا ماديا ..
وبذات الوقت يكفيني نظره وكلام اهل القرية الموجهه لي حين عدوتي للقريه وعدم اكمالي دراستي .. والتي حتما سوف تكون نظره تشاؤميه منطقها الفشل ..
كان على البحث كثيرا عن شيء مناسب أقوم بتوفيره لأهل القرية بحسب احتياجاتهم التي كنت اعرفها سابقا ولا مانع ان اضيف عليها بعض الأشياء التي قد يكون لها قبول عندهم بمقابل مادي بسيط
كانت خطتي مبنيه على ذلك .. وهي مساعدتهم في توفير ما ينقصهم .. ومن خلال ذلك يقومون هم بمساعدتي بالشراء مني وتوفير المال لي ..
بحثت كثير جدا جدا في هذا الموضوع اصطدمت بعدم تملكي للمال الكافي وعدم مقدرتي على توفير عدد كبير من تلك الأشياء وعدم مقدرتي على نقلها الى قريتي ..
كل يوم كان يمر على عن اخر كان انهزامي يزيد وألمي يتضاعف .. فانا بحاجه للعودة الى القرية سريعا ..
وبذات الوقت لا اريد العودة هكذا بلا أي عمل يفيدني ويفيد اهل القرية ويلهيهم عن عودتي وعدم اكمال دراستي لكي لا ينعتوني بالفاشل ..
استمر هذا الوضع لأسابيع قليله في البحث عن شيء مفيد يمكن اصطحابه للقرية بمقابل مادي قليل ..
كان الوقت تخنقني فحنيني لقريتي عظيم وخوفي من كلام افراد قريتي ونظرتهم الفاشلة لي اعظم ..
لم اتحمل هذا الامر والوقت الطويل من الانتظار والبحث بلا فأئده تذكر .. فقررت العودة في احد الأيام واقتنعت نفسي ان اتقبل الامر مهما حدث ..
قبل موعد عودتي بيوم ذهبت لتجول في احد الأسواق على امل ان اجد شيء قد يسعفني بالعودة به للقرية ..
حين تجولي في ارجاء السوق هنا وهناك وفي مرحله البحث والتقصي .. شد انتباهي تجربه احد الأشخاص مع اطفاله للعبه في احد محلات العاب الأطفال
التي لم امر به سابقا لأني لم اعره أي اهتمام لأنه لم يكن في ضمن خططي البحث عن العاب لان اهل القريه أساسا لا تهتمون بها كثيرا ولا يملكون منها لأطفالهم ..
كان الرجل يقوم بقذف كره من مسافه بعيده قليلا على دجاجه وتقوم الدجاجة بأسقاط بيضة صغيره من داخلها ..
وكان البائع يصفق ويبتسم لرجل اذا قام بإخراج البيضة الخضراء على اعتبار انه ربح في اللعبة .. والرجل واطفاله تعلو وجوههم علامات السعاده والنصر ..
وعلى العكس من ذلك تمام حين تقوم الدجاجه بإخراج البيضه الحمراء ..
كانت اللعبه مشوقه لدرجه ان اصبح العديد من الاشخاص المتجولين بالسوق يتوقفون لمشاهدة الرجل وهو يقذف الكور .. ويبتسمون له اذا سقطت البيضه الخضراء ..
اعجبت بمنطق الحظ في اللعبة فقمت باقتناء واحده منها لان سعرها كان زهيد جدا ولكي اتسلى باللعب بها اثناء عودتي للقرية ..
اخذت الدجاجة ومعها بالطبع عدد محدد من البيض الاخضر وعدد مطابق من البيض الأحمر .. ..
عندما عدت لسكني مساء اخذت العب بها فقمت بوضعها بمكان بعيد نوع ما وكنت اقوم بقذف الكره عليها فتسقط من داخلها أحيان بيضة خضراء واحيان أخرى بيضة حمراء ..
كنت سعيد للغاية حينما تسقط الخضراء .. واتضايق جدا حينما تسقط الحمراء ..
لدرجه انني اخترت ثلاث رميات وجعلتها مثال تخميني لحظي عند عودتي للقرية ما بين قبول أهل القرية لعودتي او عدمه ..
فكانت النتيجة ان سقطت بيضتان خضراوتين ووحده حمراء فسعدت بان اهل القرية سوف يقبلون عودتي بصدر رحب ..
واقنعت نفسي بذلك .. وكنت سعيد للغاية بتلك النتيجة ..
ومن هنا بدأت قصه الدجاجة التي قلبت موازين القرية رأس على عقب