دبي/لندن (رويترز) - قالت مصادر في أوبك يوم الجمعة إن السعودية أكبر مصدر للنفط في المنظمة أبلغت أوبك أنها لن تحضر محادثات يوم الاثنين مع منتجي النفط غير الأعضاء في المنظمة لمناقشة الحد من الإنتاج لأنها ترغب في التركيز على تحقيق توافق داخل المنظمة أولا.
ومن المقرر أن يناقش الاجتماع مساهمة المنتجين غير الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) في اتفاق للحد من الإنتاج. ويجتمع وزراء النفط بدول أوبك يوم الأربعاء لوضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق.
وقال مصدر بأوبك "هناك خطاب رسمي من (السعودية) يقول (إنها) لن تحضر الاجتماع لأن الوزراء يجب أن يتفقوا على الخفض ثم يقدموا الاتفاق إلى الدول غير الأعضاء في أوبك." وأضاف "هذا سيكون أكثر فعالية."
وتسعى منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) إلى تعزيز اتفاق مبدئي جرى التوصل إليه في الجزائر في سبتمبر أيلول سيخفض إنتاج النفط إلى ما بين 32.5 و33 مليون برميل يوميا وذلك في أول خفض للإنتاج منذ 2008.
وتسعى أوبك للقضاء على تخمة المعروض ودفع أسعار النفط للارتفاع. وأسعار النفط التي تزيد حاليا بقليل عن 48 دولارا للبرميل دون نصف مستويات الأسعار المسجلة في منتصف 2014. وواصلت أسعار النفط خسائر تكبدتها في تعاملات مبكرة يوم الجمعة بعد الإعلان عن عدم حضور المملكة للاجتماع.
وترغب المنظمة أيضا في أن يقوم المنتجون غير الأعضاء مثل روسيا بخفض الإنتاج. وقال وزير النفط الروسي ألكسندر نوفاك يوم الخميس إن أوبك اقترحت أن تخفض الدول غير الأعضاء في المنظمة إنتاجها بواقع 500 ألف برميل يوميا.
ومن المقرر أن تمضي محادثات الاثنين قدما في الوقت الذي قال فيه مصدر روسي مطلع إن بلاده تنوي الحضور.
ولم يتمخض اجتماع مماثل بين أوبك والمنتجين من خارج المنظمة في أكتوبر تشرين الأول عن أي تعهدات محددة من جانب المنتجين المستقلين بخفض الإنتاج مع إبراز الحاضرين لعدم وجود اتفاق داخلي في أوبك.
وقال مصدر إن السعودية طالبت بإلغاء الاجتماع الذي عُقد في وقت سابق لكن جرى إقناعها من قبل أعضاء آخرين بالحضور بهدف عدم إ المنظمة.
* لا إجماع بعد
ورغم الجهود الدبلوماسية المكثفة منذ سبتمبر أيلول لا يزال اتفاق أوبك يواجه انتكاسات من دعوة العراق إلى إعفائه من الاتفاق ومن قبل إيران التي ترغب في زيادة الإمدادات لأن إنتاجها تضرر بسبب العقوبات.
وحقق اجتماع لأوبك على مستوى الخبراء هذا الأسبوع بعض التقدم في كيفية تطبيق الخفض لكن إيران والعراق قدمتا شروطا للمشاركة وفقا لمصادر.
وقال مصدر خليجي على دراية بسياسة السعودية النفطية يوم الجمعة "علينا أن نحل مشاكلنا كأوبك أولا. لم نتوصل إلى اتفاق داخل أوبك."
أضاف "قبل أن نجتمع مع (المنتجين) غير الأعضاء في أوبك ونطلب منهم المشاركة في أي إجراء علينا أن نتوصل إلى اتفاق يتمتع بالمصداقية وبأرقام واضحة ونظام تصدقه السوق."
وكانت آخر مرة تقنع فيها أوبك الدول غير الأعضاء بخفض مشترك في بداية الألفية. وبرغم ذلك تعتقد أوبك أن المنتجين المنافسين يجب أن يساهموا في الجهود الحالية.
واختتم مجلس اللجنة الاقتصادية داخل المنظمة -والذي يتألف من مندوبي الدول الأعضاء البالغ عددهم 14 عضوا ويقدم تقاريره إلى وزراء النفط المعنيين- اجتماعا امتد ليومين في مقر المنظمة بفيينا يوم الخميس.
وقال مصدر مطلع طلب عدم نشر اسمه لأن المحادثات كانت خاصة "خلصنا إلى أن (المنتجين) من خارج أوبك يجب أن يساهموا في الخفض لأن أوبك وحدها لا تستطيع إعادة التوازن إلى السوق."
ومازال وزراء النفط في أوبك يسعون للتوصل إلى اتفاق قبل اجتماع المنظمة يوم الأربعاء. وقال وزير الطاقة الجزائري نور الدين بوطرفة إنه سيزور طهران السبت وسيجتمع مع نظيره العراقي في فيينا يوم الاثنين لإجراء المزيد من المحادثات.
وأضاف بوطرفة لوكالة الأنباء الجزائرية "تحاورنا مطولا مع نظرائنا حول مسائل عملية ونظل متفائلين من أجل أن يؤكد اجتماع فيينا الاتفاق التاريخي المتحصل عليه في الجزائر" وذلك في إشارة إلى المحادثات التي جرت في سبتمبر أيلول وتمخض عنها اتفاق مبدئي.