بعد «الارهاب»... السفارة الأميركية تحذر رعاياها من طقس السعودية «المتطرف»
الخميس، ٢٤ نوفمبر/ تشرين الثاني ٢٠١٦
الرياض - «الحياة»
أصدرت
السفارة الأميركية في
السعودية أول من أمس (الثلاثاء)، تحذيراً مختلفاً عن تحذيراتها المعتادة لرعاياها، إذ كانت تحذيراتها السابقة من الإرهاب فقط، ولكنها حذرتهم هذه المرة من أحوال الطقس في المملكة خلال الأسابيع المقبلة، ودعتهم إلى أخذ الحيطة والحذر من السيول، إضافة إلى تأمين حاجاتهم من ماء وغذاء غير قابل للتلف.
وقالت
السفارة في بيان على موقعها الإلكتروني إن رسالتها تأتي وفقاً «لتقارير الأحوال الجوية الصادرة عن الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة في المملكة التي حذرت من خطورة الوضع في جميع أنحاء البلاد هذا الأسبوع، بسبب الأمطار الغزيرة والرياح الشديدة والأمواج العاتية التي قد تضرب مناطق مختلفة في جميع أنحاء البلاد».
وحثت
السفارة رعاياها على استخدام التحذير باعتباره «فرصة لتقييم الاستعداد للطوارئ، والتحضير لسوء الأحوال الجوية من خلال تأمين حاجاتهم من ماء وغذاء غير قابل للتلف، وراديو يعمل بالبطارية، وأدوية تؤخذ بانتظام، والوثائق الحيوية، خصوصاً جواز السفر»، منوهة إلى توفيرها ملاجئ الطوارئ والموارد الأساسية والمستلزمات الطبية والمواد الغذائية في حال الضرورة، إضافة إلى النصائح المتبعة في هذه الحالات عبر موقعها الإلكتروني.
وكانت
السفارة الأميركية حذرت
رعاياها في المملكة تموز (يوليو) الماضي، من احتمال وقوع اعتداء يستهدف المناطق التي يتردد عليها الأجانب في جدة، إذ أوردت في رسالة تحذير منها أن «السفارة تلقت تقاريراً عن خطر وشيك محتمل ضد المواطنين الأميركيين في المناطق التي يتردد عليها الغربيون، مثل الأسواق والمطاعم ومراكز التسوق وغيرها».
ونبهت موظفي الحكومة
الأميركية وعائلاتهم إلى أنهم غير مسموح لهم بالسفر إلى القطيف، وجيزان، ونجران، أو الاقتراب من الحدود اليمنية أقل من 50 ميلاً، من دون الحصول على إذن رسمي. وفي بيان أصدرته وزارة الخارجية في واشنطن عن هجوم إرهابي كبير ضد أجانب في
السعودية وقع في العام 2007.
وشدد البيان الأميركي على أن الأهداف المحتملة للإرهابيين تشمل «المجمعات السكنية، والفنادق، ومناطق التسوق، والمرافق الأخرى التي يتجمع فيها غربيون، فضلاً عن المرافق الحكومية السعودية، وأهداف اقتصادية وتجارية داخل المملكة»، إضافة إلى تحذيرات في 25 تموز (يوليو) 2013.
وسألت «الحياة» حينها، الملحق الإعلامي الناطق باسم
السفارة الأميركية في الرياض يوهان شمونسيس عن مغزى البيان، فأجاب بأنها «بيانات دورية تصدر كل ستة أشهر عن أوضاع البلدان. لكن لا يوجد حدث جديد أو سبب لإصدار البيان، وإنما هو تجديد عادي ودوري، وهناك بيانات تتعلق في بلدان أخرى، وهو أمر اعتيادي».
يذكر أن القنصلية
الأميركية في جدة كانت مسرحا لهجوم مسلح في العام 2004، قتل فيه آنذاك تسعة أشخاص. وفي تموز (يوليو) الماضي تعرضت القنصلية إلى محاولة هجوم أخرى، إثر تفجير انتحاري نفسه بالقرب من مستشفى سليمان فقيه، لم يسفر عن وقوع ضحايا. إضافة إلى حوادث قتل أميركيين في هجمات نفذها "ذئاب منفردة" «قاعديون» و«دواعش».
إلى ذلك، توقعت هيئة الأرصاد
السعودية في تقريرها أن تكون السماء غائمة جزئياً إلى غائمة شمال ووسط المملكة مع احتمال هطول أمطار متفرقة، وتكون السماء غائمة جزئياً على غرب وجنوب غربي البلاد.
وذكرت الهيئة أن هناك «فرصة تكوّن السحب الرعدية الممطرة في فترة ما بعد الظهيرة على مرتفعات جازان، وعسير، والباحة تمتد إلى مرتفعات منطقة مكة المكرمة، وتنشط رياح سطحية على شمال المملكة قد تؤدي إلى تدنٍّ في مدى الرؤية الأفقية»، وأضافت أن الفرصة تتهيأ لهطول أمطار رعدية على منطقة مكة المكرمة، بما فيها السواحل من صباح الغد.
بدوره، توقع عضو هيئة التدريس في جامعة القصيم الدكتور عبد الله المسند أمس (الأربعاء) في تغريدة على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي «» أن تكون الأجواء شتوية ماطرة وباردة في الرياض، ابتداءً من يوم غد، مضيفاً في تغريدة أخرى أن السحب والبرق بدأت تظهر في أنحاء من المملكة، مستدلا بخريطتين تبين حال الطقس.
كذلك أعاد المحلل تركي الجمعان تغريدات وصور وفيديوهات عن حال الطقس اليوم، تبين هطول عواصف من البرد على السليمانية في منطقة تبوك شمال غربي المملكة.
يذكر أن المملكة تضررت على مدى سنوات عدة من سيول موسمية على مناطق مختلفة، منها مدينة جدة التي خضعت لاختبار حقيقي في مدى جاهزيتها لاستقبال المطر، بعد سيلين كانت نتيجتهما «كارثية». إلا أن النجاح كان «عصياً» على عروس البحر الأحمر. ولم تفرح المدينة التي يقطنها 3.5 مليون نسمة، بزخات المطر، فبعد دقائق من هطوله أصبحت شوارعها غير قادرة على احتضانه، فغرقت وغرقت معها أنفاق المدينة، التي استحالت إلى برك مياه كبيرة، إضافة إلى حالات احتجاز وماسات كهربائية.
وفي العام الماضي، اعتمدت وزارة الشؤون البلدية، ترسية 38 عقداً لمشاريع درء أخطار السيول، وتنفيذ شبكة تصريف مياه الأمطار، واستكمال إنشاء خطوط التصريف، وصيانة مجاري الأودية، وتدعيم بعض قنوات تصريف المياه، في عدد من مناطق المملكة، منها الرياض، والمدينة المنورة، والشرقية، وعسير، والقصيم، وتبوك، وجازان، وحائل، ونجران، ومحافظة جدة، والعاصمة المقدسة، ومحافظة الأحساء، بكلفة إجمالية فاقت 906 ملايين ريال.
وكانت أمانة منطقة الرياض أطلقت في آذار (مارس) الماضي تطبيقاً ذكياً يتيح لساكني العاصمة وزوارها معرفة حال الطقس، وتجنب المواقع الخطرة خلال موسم الأمطار، الذي يشهد الكثير من الاختناقات المرورية والحوادث، وذلك حفاظاً منها على سلامة ساكني مدينة الرياض وزوارها من المتنزهين.