أكد موقع “صدى البلد” الإخباري، المقرب من السلطات المصرية، صحة ما نشره حول زيارة وفد سعودي أمني للقاهرة بشكل سري، ساعات عدة، يوم الثلاثاء الماضي، كاشفا عن تفاصيل جديدة فيما يتعلق بمهمة هذا الوفد.
يأتي ذلك في وقت أكدت فيه صحيفة مصرية أن السعودية أوقفت استثمارات سعودية قدرها ستون مليار ريال سعودي عن التدفق إلى مصر، فيما اعتبره مراقبون صفعة جديدة توجهها الرياض إلى القاهرة، توازي صفعة إيقاف ضخ النفط في وقت سابق.
أسرار زيارة الوفد السعودي للقاهرة
وفيما يتعلق بزيارة وفد سعودي للقاهرة، كشف موقع “صدى البلد”، أن الوفد ضم أربعا من كبار المسؤولين السعوديين، وعلى رأسهم الأمير “عبدالعزيز بن بدر”، وأنهم التقوا خلال الزيارة بمسؤولين أمنيين مصريين رفيعي المستوى، وبحثوا سبل تهدئة الوضع المتوتر بين القاهرة والرياض.
وأضاف “صدى البلد” أن الزيارة استغرقت نحو أربع ساعات، وأن أحدا من السفارة السعودية لم يكن في استقبال الوفد بسبب وجود السفير السعودي، أحمد عبدالعزيز قطان، في المملكة.
وقال رئيس تحرير الموقع، أحمد صبري، في مداخلة هاتفية مع برنامج “صباح البلد”، عبر فضائية “صدى البلد”، إن ولي عهد أبوظبي، الشيخ محمد بن زايد، هو من نسق زيارة الوفد السعودي للقاهرة.
وأوضح أن الخبر أفاد به مندوب “صدى البلد” في المطار، محمد عبدالناصر، يوم الثلاثاء، إذ أفاد بوجود وفد أمني سعودي مكون من أربع قيادات سعودية، جاء في لقاء رفيع المستوى لعقد مباحثات مع قيادات أمنية في القاهرة.
وأضاف صبري أنه في صباح اليوم الثاني فوجيء بنفي الخبر من السفارة السعودية بالقاهرة، على الرغم من العلاقات الجيدة التي تربط الموقع بالسفارة ، مؤكدا أنه تم التأكيد من صحة الخبر مرة أخرى من مندوبه بالمطار، بالإضافة إلى مصادر سعودية، حيث تبين أنها كانت زيارة سرية من أربع قيادات سعودية، مع جهات أمنية بالقاهرة، واستغرقت 4 ساعات، وجاءت كمحاولة لتهدئة التوتر الموجود بين مصر البلدين، في الفترة الماضية.
وشدد على أن السفير السعودي، لم يكن في استقبال الوفد الأمني السعودي بالقاهرة، نتيجة لعدم وجوده بمصر.
تسنيم: مسؤول مصري يتوجه للإمارات
في سياق متصل، ذكرت وكالة “تسنيم” الإيرانية، أن مسؤولا أمنيا مصريا كبيرا، غادر القاهرة، السبت، متوجها بطائرة خاصة إلى أبوظبي في زيارة قصيرة، تستغرق ساعات عدة، يبحث خلالها آخر تطورات الوضع بالمنطقة خصوصا جهود الإمارات لتحسين العلاقات المصرية — السعودية.
ونقلت الوكالة عن “مصادر مطلعة شاركت في وداع المسؤول المصري” قولها إنه سيلتقي، خلال زيارته، عددا من كبار المسؤولين الإماراتيين، وعلى رأسهم محمد بن زايد آل نهيان، ولى عهد أبوظبي، ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات، لمتابعة نتائج زيارته الأخيرة لمصر، ولقائه مع السيسي.
وفي السياق نفسه، ذكرت تقارير إعلامية عربية أن الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، قد سعى أخيرا لتأدية دور الوسيط بطلب من الجانب المصري.
وذكرت التقارير أنه “فاتح العاهل السعودي بضرورة حلّ الأزمة، وعودة التوافق مرة أخرى مع الجانب المصري حرصا على وحدة العرب، وخطورة استمرار الخلاف بين الجانبين.
وقف صندوق الاستثمارات بستين مليار ريال
إلى ذلك، كشفت مصادر في الحكومة السعودية، أن المملكة أبلغت القيادة المصرية، بتوقف إجراءات تأسيس صندوق استثمارات مشترك برأسمال يقدر بستين مليار ريال سعودي.
ونقلت صحيفة “المال”، عن المصادر، الجمعة، قولها إن الجانب السعودي حصل على جميع بيانات الأراضي اللازمة لتنفيذ المشروعات التي كان متفقا على تنفيذها، لكن المملكة أبلغت الجهات الرسمية المصرية بأنها تحتاج إلى وقت أطول لدراسة المشروعات قبل تنفيذها.
وأشارت المصادر أيضا إلى أن هذا الإجراء يأتي، بحسب صحيفة “المال”، في إطار التوتر الذي شهدته العلاقات المصرية السعودية في الفترة الأخيرة، لا سيما بعد تعليق شحنات النفط السعودية للقاهرة شهرين سابقين، ولأجل غير مسمى.
شكري: توقف شحنة “أرامكو” شأن تجاري
وبينما لم تنف القاهرة ذلك النبأ، أرجع وزير الخارجية المصري، سامح شكري، السبب وراء وقف شركة “أرامكو” السعودية، مد مصر بشحنات البترول المقررة، وفقا للتعاقدات، إلى أنه أمر تجاري، قائلا إن التوقف خاص بالتعاقدات التي ربما تتعرض لعوائق تقنية، وأن هذا الأمر يتم تجاوزه وفقا لما يراه كل طرف في مصلحته.
وأضاف، في حواره ببرنامج “نظرة”، عبر فضائية “صدى البلد”، أن العلاقات بين مصر والسعودية قوية، ولا تدعو للقلق، ويجب أن تستمر هكذا.
ونفي شكري أن يكون الحكم القضائي الخاص بجزيرتي تيران وصنافير، وتأخر تسليمهم للسعودية له علاقة بوقف شحنات البترول من أرامكو، قائلا إن التعقيدات التي طرأت على قضية جزيرتي “تيران وصنافير” أمر داخلي مرتبط بالنظام القضائي والمؤسسي والتشريعي في مصر.
لكن شكري تردد قبل أن يجزم بتفهم الجانب السعودي لهذا الأمر، إذ قال: “أتصور أن يتفهم الجانب السعودي لأن المشهد مفتوح”.
دبلوماسي سابق: وساطة خليجية لتخطي الخلافات
ومن جهته، أكد مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير محمد حجازي، وجود وساطة بين القاهرة والرياض تقودها دولة خليجية، قائلا إن الوساطات الطيبة التي تقوم بها بعض الدول الخليجية لتخطي الخلافات بين مصر والسعودية، معناها أنه بدون توافق عربي، وتكاتف مصري سعودي، لن يتحقق أمن قومي عربي.
وأضاف، في حواره مع برنامج “آخر الأسبوع”، عبر فضائية “صدى البلد”، أن الهجمات متتالية على المنطقة العربية، وبالتالي يجب تنحي الخلافات جانبا، وأن قلب العلاقة بين مصر والسعودية سليم ونابض، وأن لديه يقينا من تخطي هذه الأزمة العابرة في العلاقات المصرية — السعودية، بحسب تعبيره.
وبرلماني مصري يشيد بوساطة الإمارات
في السياق نفسه، أشاد عضو “مجلس نواب ما بعد الانقلاب”، عن حزب “مستقبل وطن”، أشرف عثمان، الجمعة، بـ”الجهود التي تبذلها أطراف وقوى إقليمية عربية، لإعادة الدفء للعلاقات المصرية — السعودية من جديد، والعمل على رأب الصدع”.
وأضاف أن “المنطقة الآن في ظل حالة التدهور التي تشهدها، بعد الاضطرابات المتواصلة، في كل من ليبيا واليمن وسوريا وغيرها، لا تستدعي خلافا مصريا سعوديا؛ باعتبار أن البلدين هما حجرا الزاوية في المنطقة، وأن هناك الكثير من الأطراف التي تنتظر استمرار الخلاف وتفاقمه، لتتدخل بينهما، وتشعل نار الفتنة”، وفق وصفه.
يجب ترك هالشحات يغرق بنفسه لانه خائن ولا يستحق المساعده