يستفاد منه استحباب التحلق في مجالس الذكر والعلم أن تكون على هيئة الحلقة، وهي أعظم ما يمكن تحمله من الأعداد من الأشكال المختلفة زد على ذلك ما يرى بعضهم بعضاً يرى بعضهم وجوه بعض، ويقبل بعضهم على وجوه بعض، فإذا امتلأت الحلقة جلسوا خلف بعضهم البعض كما دل عليه الحديث، إذن سد الخلل فيها من آدابها، وإذا انتهت يجلس بعضهم خلف بعض ولا يتفرقون، ويتباعدون، وإنما هو الدنو والحضور، والذي يتخلف عن هذه الحلق لحطام الدنيا الفاني، أو الأمور التافهة، أو الكسل، أو النوم، والتراخي، فإنما يحصل حسرة وندامة، فإنما فيها من الأجر إذا فات أين يعوض، والله قال: وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ سورة الكهف28، لا تكن ممن قال النبي -صلى الله عليه وسلم- في شأنه: (وأما الآخر فأعرض فأعرض الله عنه)