قال متحدث باسم قوات "الحشد الشعبي" الشيعية العراقية المدعومة من إيران السبت 29 أكتوبر/ تشرين الأول 2016 إن قوات الحشد تعتزم عبور الحدود إلى سوريا للقتال مع قوات بشار الأسد بعد طرد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية(داعش) من العراق.
ويحارب مقاتلون شيعة عراقيون بالفعل مع قوات النظام في سوريا كما تشارك قوات الحشد الشعبي حاليا في هجوم للحكومة العراقية يستهدف استعادة مدينة الموصل في شمال العراق من الدولة الإسلامية.
وسيضفي إعلان الحشد الشعبي صبغة رسمية لمشاركته في سوريا.
وقال أحمد الأسدي المتحدث باسم الحشد الشعبي في مؤتمر صحفي في بغداد "إننا في العراق وبعد تطهير كل أرضنا من هذه العصابات الإرهابية نحن على استعداد تام إلى الذهاب إلى أي مكان يكون فيه تهديد للأمن القومي العراقي."
القوات العراقية أيضاً
بدوره كشف فالح الفياض مستشار الأمن الوطني في الحكومة العراقية، ورئيس "هيئة الحشد الشعبي" السبت عن إمكانية دخول قوات بلاده الأراضي السورية، بعد تحرير مدينة الموصل (شمالي العراق).
وعزا الفياض السبب في ذلك إلى "ملاحقة عناصر داعش".
وهذه هي المرة الأولى التي يكشف فيها العراق عن هذا التوجه منذ بدء الحرب ضد تنظيم "داعش"، الذي استولى على مناطق واسعة في شمال وغرب البلاد وكذلك في سوريا عام 2014.
تصريحات الفياض جاءت خلال مشاركته في ندوة بعنوان "تحديات الأمن الوطني بعد تحرير الموصل"، عقدها معهد العلمين للدراسات العليا (تابع لوزارة التعليم والبحث العلمي)، السبت، في محافظة النجف وسط العراق.
قد نضطر لدخول سوريا
وقال مستشار الأمن في كلمته إن "قوات الأمن العراقية تقوم الآن بتحرير القرى المحيطة بمدينة الموصل، وهي تحرز تقدماً ملحوظاً في العمليات، وعلى مقربة كيلومترات قليلة عن مركز المدينة".
وأضاف: "العراق يشترك مع سوريا بحدود ومناطق مشتركة واسعة".
وتابع: "الساحة السورية متداخلة بالساحة العراقية، وقد نضطر للدخول في مناطق سوريا لردع تنظيم داعش الإرهابي، بعد تحرير الموصل".
وفي 17 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، انطلقت معركة استعادة مدينة الموصل من "داعش"، بمشاركة نحو 45 ألفاً من القوات التابعة للحكومة العراقية، سواء من الجيش، أو الشرطة، فضلاً عن "الحشد الشعبي" (ميليشيات شيعية موالية للحكومة) و"حرس نينوى" (سني) إلى جانب قوات البيشمركة وبإسناد جوي من التحالف الدولي.
دور إيران
وعن دور إيران في العمليات العسكرية الخاصة بتحرير الموصل، ذكر الفياض أنها "تساعد العراق في حربه ضد الإرهاب، لكن داعش لا يهزم إلا في العراق".
وتشكل إيران فاعلاً رئيسياً في الساحة العراقية، وعلى مختلف الأصعدة، كونها بمثابة بوابة مهمة للدخول إلى المنطقة العربية، ومن خلالها يتحقق التواصل الملائم لطهران مع حلفائها في باقي دول المنطقة.
إذ أُتيحت الفرصة الأولى لإيران لمد نفوذها في العراق بعد الاحتلال الأميركي في مرحلة ما بعد 9 نيسان/أبريل 2003.
وجاءت الفرصة الثانية في ظل الأزمة الأمنية التي يشهدها العراق منذ مطلع عام 2014، وتفجرت في 10 يونيو/حزيران من العام ذاته، بعد استيلاء تنظيم "داعش" الإرهابي على عدد من المحافظات العراقية.
ومرّ الدور الإيراني بمرحلة جديدة حينما أخذ شكلاً أمنياً حاسماً في الحرب ضد "داعش"، من خلال وجود ضباط وخبراء وقوات إيرانية بشكل مباشر في الساحة العراقية، وكذلك عن طريق بيع الأسلحة والمعدات العسكرية وتقديم المعلومات الاستخبارية لقوات الأمن، حسب مراقبين.