قبل ساعة من استهدافهما في الدمام، كان رجال أمن المنشآت في لقاء ودي لحظة تبديل الحراسة الأمنية لمصفاة رأس تنورة النفطية التابعة لشركة "أرامكو" السعودية. "العربية.نت" التقت آخر شخص كان في وداع رجلي الأمن اللذين استشهدا حينها، وهو زميل لهما روى لنا تفاصيل الساعة الأخيرة قبل الحادث. وقال هذا الزميل لـ"العربية.نت" بحزن شديد: "قام الشهيدان بتهنئتي بحرارة بعد أن رزقني الله بمولد جديد، في حين أبلغنا الشهيد حسن صهلولي بالموافقة على إجازته مع بداية شهر صفر لإتمام زواجه". وقد نجا من الحادثة رجل أمن ثالث بأعجوبة، حيث كان برفقة الشهيدين في سيارتهما الخاصة، وهو يقطن بالقرب من سكنهما في الدمام. وقال هذا الأخير: "كنت أرغب بتناول العشاء معهما في شارع الملك سعود بحي الضباب، لكني خرجت من المطعم قبلهما مشياً بعد توديعهما، حيث لم ينتبه لخروجي الإرهابيون". وكان ثلاثة أشخاص مجهولو الهوية قد قاموا بعد منتصف ليلة الثلاثاء الماضي بإطلاق وابل من الرصاص من سيارة مسروقة على اثنين من رجال أمن المنشآت وهم "حسن صهلولي، ومفرح السبيعي برتبتي جندي وجندي أول"، لحظة خروجهما من المطعم، وهما بلباسهما الأمني، اخترقت أحدهما 10 رصاصات. "ناجي" شقيق الشهيد صهلولي، تحدث لـ"العربية.نت" عن آخر الأحداث التي رافقت أخيه الشهيد حسن، قائلاً: "كان أخي وصل من العمر 24 عاما، ويستعد لملكته في شهر صفر، حيث إن والدي يعاني من مرض القلب، وطريح الفراش ويريد إسعاده فقام بالتقديم على الإجازة وجاءته من إدارة أمن المنشآت الموافقة لإتمام زواجه". وأضاف: "نحن من سكان الجنوب لكن أخي اجتهد والتحق بهذا القطاع الأمني الهام دفاعا عن الوطن ونحن نفتخر به وكنا على تواصل دائم معه. وهو يتميز بابتسامته التي لا تفارق محياه". يذكر أن الأمير سعود بن نايف، أمير المنطقة الشرقية قدم العزاء لذوي الشهدين وقال: "ابنيكما بطلان واستشهدا بعد أداء واجبهما بأكمل وجه ويد العدالة ستطيح بالجناة وسيلقون جزاءهم عاجلا غير آجل".