قال ياسر شاهين، إن شقيقه الشاب أشرف الذي أضرم النار في جسده قبل أسبوع أمام، أحد النوادي (الاجتماعية) التابعة للجيش بحي سيدي جابر بالإسكندرية (شمال مصر)، قد توفي السبت 22 أكتوبر/تشرين الأول 2016 متأثراً بحروقه.
وحسب ما نقلت عنه وسائل إعلام مصرية، اليوم السبت، قال شاهين إن إدارة مستشفى مصطفى كامل بالإسكندرية أبلغت العائلة صباح اليوم بوفاة شقيقه متأثراً بحروقه.
وأضاف شاهين أن العائلة في طريقها لتسلِّم جثمانه ودفنه بمقابر الأسرة في كفر الدوار. واستدرك قائلاً: "أخويا مات ظلم ومقهور ومش عارف حقه عند مين.. حسبي الله ونعم الوكيل".
الأسعار أحرقته
وكان أشرف أقدم مساء السبت الماضي على إشعال النار في نفسه أمام أحد النوادي الاجتماعية التابعة للجيش بمحافظة الإسكندرية؛ "بسبب غلاء الأسعار"، وفق مصدر أمني.
وقال المصدر الأمني بمديرية أمن الإسكندرية - مفضلاً عدم ذكر اسمه كونه غير مخول له الحديث للإعلام - إن "شاباً (لم يذكر اسمه ولا عمره) أقدم على إضرام النار في نفسه عبر سكب البنزين على جسده، أمام أحد النوادي (الاجتماعية) التابعة للجيش بحي سيدي جابر في الإسكندرية".
والشاب الذي تعرض لإصابات بالغة بسبب الحرق، عاطل عن العمل، وظل يشكو من الغلاء وارتفاع الأسعار قبيل إقدامه على سكب البنزين على نفسه، وفق ما نقله المصدر الأمني على لسان شهود عيان.
وفي تصريحات صحفية، أوضح طارق خليفة، مدير المستشفى الجامعي (حكومي) بالإسكندرية، الذي تم نقل الشاب إليه فور إصابته، أن "حالة الشاب خطيرة، ومصاب بحروق بنسبة 90%، وتواصل الأجهزة الطبية إنقاذه"، قبل الإعلان عن وفاته اليوم، وفق شقيقه.
تفاعل
وشهد موقعا التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"" تفاعلاً ملحوظاً في متابعة الواقعة، وتداول مستخدمو الموقعين فيديوهات تظهر الشاب وهو يشعل النار بجسده، ويردد عبارات حول عدم قدرته على المعيشة بسبب ارتفاع الأسعار.
ويمتلك الجيش المصري مجموعة من النوادي الاجتماعية في البلاد، يقدم من خلالها خدمات مدفوعة الثمن للعسكريين (بأسعار رمزية) وللمدنيين.
يذكر أن الجيش المصري قد تدخل خلال الفترة الأخيرة لتوفير بعض السلع التي شهدت نقصاً في البلاد، ومنها ألبان الأطفال، كما يبيع بعض السلع بأسعار مخفضة للمواطنين، وربما كان هذا سبب محاولة المواطن إحراق نفسه أمام أحد نوادي الجيش، وفق مراقبين.
ويعد الغلاء إحدى المشاكل المؤرقة للطبقات المحدودة والمتوسطة بمصر، التي تعاني أزمة اقتصادية تعترف بها الحكومة المصرية، في تصريحات للرئيس عبدالفتاح السيسي، ورئيس الوزراء شريف إسماعيل، وتقول إنها تسعى لحلها.
"ثورة الغلابة"
وتنتشر دعوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي وقطاعات من المصريين خلال الفترة الأخيرة، تطالب بالنزول يوم 11 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، ضد الغلاء، غير أنه لم تتبن جهة معارضة بارزة هذه الدعوة بعد.
وفي وقت سابق اليوم، توقع السيسي فشل الدعوة التي أطلقها مناهضون له للقيام بما سموه "ثورة الغلابة (الفقراء) المطالِبة برحيله، احتجاجاً على ارتفاع الأسعار، يوم 11 نوفمبر المقبل".
وكان احتياطي النقد الأجنبي المصري تهاوى في السنوات الخمس الأخيرة ليصل إلى نحو 19 مليار دولار، بعد أن وصل 36 مليار دولار قبل ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011.
وتأتي تلك الواقعة قبل أيام من دعوات تظاهر دعا لها عدد من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي تحت اسم "ثورة الجياع"، التي تم تحديد موعد 11 نوفمبر المقبل للقيام بها.
وذكر عدد من النشطاء أن حادثة الشاب تعيد للأذهان واقعة الشاب التونسي "بوعزيزي" الذي كان حادث إحراق نفسه نقطة انطلاق ثورة الربيع العربي في تونس، وانطلقت بعد ذلك إلى عدد من البلدان العربية.