الى معالي الوزير @Khaled_Alaraj مع التحية
الإعتذار ليس عيبا
الساعة المبروكة!
منصور الطبيقي
يالها من ساعة عمل واحدة (مبروكة) تلك التي ينجز الموظف الحكومي السعودي فيها جميع أعماله الوظيفية, ويكافئ في نهاية الشهر براتب مجز عنها.
هذه الساعة المبروكة يستطيع فيها الطبيب السعودي-على سبيل المثال- أن يفحص عشرين مريضا ويدون المعلومات في ملفاتهم الطبية, ثم يذهب إلى عنابر المرضى ليتابعهم ويطلب الفحوصات, ويقضي بعض الوقت في تدريب الطلبة, ثم يتم طلبه بشكل عاجل للمساعدة في عملية طارئة في تخصصه, كل ذلك في ساعة واحدة فقط!!
والله شاهدت طبيبا سعوديا يقف على رجليه 16 ساعة في مستشفى عام بجدة في عملية دقيقة ولم يبرح المكان حتى اطمئن على مريضه, ثم عاد لعملية أخرى في أقل من 24 ساعة!
هذه الساعة حسبها معالي وزير الخدمة المدنية حسب دراسات موثقة إطلع عليها, ولا أعلم كيف نحصل على نسخة منها حتى نشاهد كيف أبدع العالم الجهبذ صاحب الدراسة في استنتاج هذا الوقت من عمل الموظف السعودي, وعلى ماذا استند وماهي عينة الدراسة ومن هم هؤلاء الموظفين, وأين تمت هذه الدراسة حتى يمكن تعميمها, وهل تم نشرها في مجلة محكمة, حتى نستطيع أن نقول أنها مقبولة علميا ومنطقيا!
جميع الكادر الصحي والتعليمي والمهندسين وجنود وضباط الوطن وباقي الموظفين ظلموا في هذا التصريح المؤسف, فكيف يتم إنجاز جميع الأعمال الموكلة اليهم في خدمة الوطن والمواطن وكيف تدور عجلة الحياة في ساعة واحدة فقط, إلا في حالة أن هذه الساعة بالفعل حلت عليها البركة واصبحنا بلا منازع مؤهلون للحصول على رقم عالمي جديد في غينيس في إنجاز الأعمال الحكومية في ساعة واحدة!!
صحيح أن هناك تسيب وإهمال وتهاون وهو موجود في كل مكان حتى في القطاع الخاص ولكن أن نحكم على جميع الموظفين الحكوميين, أن إنتاجيتهم ساعة واحدة فقط فهذا سابقة غريبة حتى أن قناة أمريكية شهيرة جعلتها اليوم خبرا رئيسيا!
تمنيت أن الوزراء دافعواعن ماتم إعتماده من إلغاء البدلات وتقليصها والإجراءت التقشفية بأسباب منطقية يعرفها المواطن وليست خافية عن الجميع,
فنحن في أتون حرب ضروس لها تسعة عشر شهرا في اليمن تحتاج الكثير من الأموال, اضطررنا إليها لحماية ارضنا وشعبنا ومقدراتنا من عدو شرس فتح معنا أكثر من جبهة حرب في اليمن وسوريا وحتى العراق باداته المجرمة داعش وبأذنابه في اليمن, فأصبحنا في حالة صراع من أجل الوجود, أعداء يحيطون منا من كل جانب يتربصون بنا ويتحينون الفرصة لإبتلاعنا, أعداء نعرفهم وأعداء متلونون حسب الأمزجة والمصالح يضمرون لنا الشر وينتظرون لحظة ضعفنا!
لاريب أنه تم إضاعة كثير من ثرواتنا بسبب التخطيط السيئ كما قال الوزير التويجري وبسبب الفساد وباسباب أخرى كثيرة, ولكن من الخطأ أن نتهم الموظف الحكومي محدود ومتوسط الدخل أنه غير منجز لذلك من الأفضل ان تلغى بدلاته!
لو تم الإيضاح من قبل الوزراء أن الوضع الجيوسياسي في المنطقة غير مستقر وأن - جزء لا أعرفه- ولكنه بالمؤكد ليس بالصغير من إقتصاد الوطن يذهب للدفاع عن الأرض والعرض وشرف الأمة, لما تردد المواطنين بالإشادة علنا بهذه الإجراءت بل وتم دعمها شعبيا على كافة المستويات.
فالشعب السعودي يعشق أرضه وقيادته وليس مستعدا بالتفريط بشبر واحد من تراب وطنه, فقط يريد الشفافية والمصارحة وأنا أود من معالي الوزير العرج أن يعتذر للموظفين الحكوميين عن هذا التصريح.
المواضيع المتشابهه 
الإعتذار ليس عيبا! 
العرض الشجري
