ودخل المتمردون الطوارق الأحد إلى مدينة تومبوكتو التاريخية التي يكرس سقوطها سيطرتهم شبه الكاملة على شمال شرق مالي، فيما أكد الانقلابيون في باماكو انهم يريدون العودة إلى الدستور وتشكيل حكومة انتقالية من دون تحديد جدول زمني.
وقال أحد السكان في اتصال معه من باماكو "دخل المتمردون إلى تومبوكتو. في هذه اللحظة بالذات أراهم (متجهين) إلى أحد مصارف المدينة". وأكد عدد من المصادر الأخرى هذه المعلومات، مؤكدين أن إطلاق الأعيرة النارية قليل.
وأفادت مصادر متطابقة أن الثوار تفاوضوا على دخول المدينة. وتم الاتصال بميليشيا عربية موالية للسلطة كانت تمركزت في المدينة بعد فرار أغلبية الجنود الماليين.
وقال محمود آغ علي في بيان نيابة عن المتمردين -الذين تعود أصولهم إلى قبائل الطوارق- إن "المعركة لم تنته بعد، فعلينا أن نثق بأنفسنا وقدراتنا، وأن نكون يدا واحدة على قلب رجل واحد، للمضي قدما في المشوار الذي بدأناه".
وقال محمود آغ علي "إن الشعب الأزوادي قد صمم على نيل الاستقلال عن الاحتلال المالي الغاشم، وأن يقطع العهد مع سنوات القمع والإذلال والقهر والقتل التي عاشها منذ أكثر من 50 سنة، وقد بذل الشعب الأزوادي، وسيبذل الغالي والنفيس لتكتمل فرحته، يوم يعلن عن استقلاله التام، وميلاد دولة أزواد الفتية وعلى شعوب المنطقة أن تستبشر خيرا بهذا التحول الذي سيكون قطعا عامل استقرار وازدهار في منطقة الساحل الافريقي، على عكس ما يروج له المناوئون".
ووجه البيان نداء عاجلا "لكافة أبناء الشعب الأزوادي رجالا ونساء، أينما كانوا، أن يعودوا إلى الأرض الأم، للمساهمة في النهوض بأمتنا، وإدارة شؤون حياتنا، والدفاع عن أمننا".
وأبلغ الحاج بابا حيدرة هايدارا عضو البرلمان عن تمبكتو رويترز أن الثوار وصلوا إلى المدينة ورفعوا علمهم على مقر الحكومة ومكتب رئيس بلدية المدينة ومعسكر رئيسي تابع للجيش.
وقال المصدر إن الهدوء يسود المدينة بوجه عام ما عدا إطلاق نار بشكل متقطع. ولم يتضح على الفور ما إذا كان الثوار يسيطرون تماما على الوضع مع بقاء ميليشيا يقودها عرب في المدينة بعد فرار القوات الحكومية.
ومن جانبه، قال كاي حمد أحمد الناطق الرسمي باسم الحركة الوطنية للتحرير، في اتصال مع قناة "العربية"، إن الهدف من العمليات العسكرية في شمال البلاد هو بسط السيطرة على إقليم أزواد، وطرد القوات الحكومية برمتها.
ورد على سؤال حول وجود مطالب أخرى للطوارق، قال: "لاتوجد لدينا أية مطالب سوى إحكام السيطرة على منطقة أزواد التي لديها حدود مشتركة مع موريتانيا وبوركينافاسو، ونيجيريا، وهذه المنطقة معروفة تاريخيا باسم أزواد والتي انضمت قسرا إلى دولة مالي في حقبة الستينيات.
ونفى كاي حمد، وجود أي محاولة هجوم من قبل الانقلابيين المتواجدين حاليا في العاصمة باماكو، المتخبطين في أمورهم، وأشار إلى أن قوات الطوارق بصدد ضبط حدود منطقة أزواد مع الدول المجاورة.
وطمأن دول الجوار التي تحتضن بداخلها مواطنين من الطوارق كالجزائر، قائلا: نحن لن نسعى لنقل ثورتنا الى بلدانهم، وأي شعب هو من يحدد مصيره.