أرجع خبراء نفطيون ارتفاع أسعار النفط إلى اقتراب فصل الشتاء وانخفاض المخزون الأمريكي واجتماعات المملكة مع روسيا مؤخرا، والتي كان لها الدور الكبير في الارتفاع، مشيرين إلى أن هناك توقعات بوصول سعر البرميل مع نهاية عام 2016 إلى 55 دولارا.
وأوضحوا في حديثهم لـ «اليوم»، أن هناك أسواقا فصلية نشطة تتعلق بالفترة الزمنية الحالية خصوصا في أكتوبر يكون فيها إبرام العقود أكثر من الأيام السابقة استعدادا لفترة الشتاء مع مطلع 2017م.
وقال الخبير النفطي الكويتي حجاج بو خضور: «يشهد شهر أكتوبر نشاطا في إبرام العقود اكثر من الأيام السابقة استعدادا للأيام القادمة في فصل الشتاء، الذي يتزامن مع مطلع 2017، وهذه أسواق فصلية متعارف عليها في الأسواق النفطية، إضافة إلى أن هناك لغة من التوتر بين أمريكا وروسيا كعامل جيو سياسي في الشأن السوري، حيث كانت لغة التهديدات من أمريكا بقطع التعاون فيما تم ترتيبه في جنيف، ورد روسيا على ذلك بإرسال بعض الأسلحة المضادة للطائرات إلى نظام الأسد وهذا العامل الجيوسياسي، وممكن أن يؤثر على أسعار النفط، وكل هذه العوامل لها دور كبير في ارتفاع أسعار النفط».
وأضاف «بو خضور» فيما يخص اجتماع الجزائر السابق، أخذ فعاليته مسبقا، وقد يكون الترتيب العقلاني بزيارة ولي ولي العهد لروسيا والتنسيق مع روسيا في ما يتعلق بالمنتجين من خارج أوبك من شأنه أن يعطي استقرارا للأسواق، مما يعطي ارتفاعا تدريجيا في الأسعار، للوصول إلى السعر الطبيعي المعقول في حدود 70 دولارا للبرميل، إضافة إلى انخفاض المخزون الأمريكي، كل هذه العوامل ساهمت في الارتفاع الحالي لأسعار النفط.
من جانبه، قال نائب رئيس شركة أرامكو السابق، والمتخصص في شؤون الطاقة المهندس عثمان الخويطر: «دخول فصل الشتاء وانخفاض المخزون الأمريكي أسباب قوية لارتفاع أسعار النفط الحالية، وليس له علاقة باجتماع الجزائر التشاوري، والتي لم يكن فيه اتفاق واضح لا بالسلب أو الإيجاب، وأتوقع أن يشهد شهر نوفمبر اتفاقات أقوى يمكن أن يكون لها دور كبير في ارتفاع سعر النفط، إضافة إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تشهد حاليا إعصار ماثيو الذي ربما يؤثر على معامل النفط في أمريكا وربما يكون له دور في الارتفاع الذي تشهده أسواق النفط».
وقالت الخبيرة النفطية والمستشارة السابقة لوزارة البترول الدكتورة نورة اليوسف: «المخزون الأمريكي الذي يعلن مساء الأربعاء يؤثر على الأسعار العالمية في حال انخفاضه ترتفع الأسعار والعكس صحيح، والنمو الاقتصادي العالمي واجتماعات المنتجين من داخل أوبك وخارجها وسعيهم لزيادة الأسعار ساهم بشكل كبير في الارتفاع الذي نشهده حاليا، وأتوقع مع نهاية العام 2016 أن يصل سعر البرميل إلى 55 دولارا».
وأضافت اليوسف: «ارتفاع أسعار النفط في فصل الشتاء مرتبط بدرجة الحرارة، حيث كانت درجات الحرارة في العام الماضي معقولة، ولم يكن الجو باردا ما أثر على انخفاض أسعار البترول حينها وفي هذا العام نشهد انخفاضا في درجات الحرارة عن العام السابق ربما يكون لها دور في الارتفاع».