جاءت الطفرة المنصرمة على حين غفلة، فملأت الدنيا وأشغلت الناس بالركض وراء الاستثمارات بكافة مستوياتها، وصنعت تلك الطفرة صخباً كبيراً جراء حراك آليات البناء ورافعات المقاولين التي ملأت الشوارع والأحياء، مما أتاح فرصاً كبيرة للمقاولين في البلاد للظفر بحصة كبيرة من الطفرة الجديدة، الأمر الذي مكن أفراداً من المواطنين في المبادرة بشراء معدة ثقيلة أو اثنتين أو أكثر، للانضواء تحت لواء المقاولين الكبار كتعاقد من الباطن، لكن مرحلة الركود التي أطلت برأسها مطلع العام، دفعت شركات المقاولات على اختلاف مشاربها لتلفظ معدات الأفراد، حتى بات مشهد اكتظاظ تلك المعدات في الأحياء السكنية مألوفاً، فأوقفها أصحابها في الأراضي البيضاء في الأحياء منتظرين إلى حين.
ترى أي مستقبل ينتظر تلك المعدات؟ وما هو وضع أصحابها الذين استروها بتسهيلات بنكية أو من قبل الوكلاء؟ وإلى متى سيحتفظون بها؟.. فهد العريض -مستثمر في مجال المعدات الثقيلة- أكد أن المرحلة صعبة للمواطنين الذين يملكون معدات محدودة، والذين كانوا يؤجرونها بالباطن للعمل مع شركات المقاولات، وأشار إلى أن المواطنين في هذا الجانب ليسوا سواء، فبعضهم قد اشترى معدة أو معدتين أو أكثر وتملكها، وهؤلاء يعتبر وضعهم أفضل من أولئك الذين اشتروا تلك المعدات عن طريق التقسيط أو التأجير المنتهي بالتملك، مشدداً على أن وضع أولئك سيكون صعباً جداً في ظل توقف عمل تلك المعدات بشكل تام.
وقال: إن هناك ركوداً حاداً في عمليات بيع وشراء المعدات منذ فترة، وقد علمت من بعض تجار المعدات الثقيلة أن بعضهم لم يبع معدة واحدة منذ عام، وهذا أمر يزيد من صعوبة وضع المواطنين الأفراد الذين لديهم معدات ثقيلة، ولذلك من الحكمة أن يحتفظ المواطنون بمعداتهم، وألا يقموا بعرضها للبيع إلا المضطر منهم اضطراراً كبيراً لظروف قاهرة، فإنه سيبيع تلك المعدة بسعر زهيد.
وأشار إلى أن الغالبية العظمى من الناس يتوقعون أن تتحسن الأمور خلال عام، مما سيجعل الغالبية العظمى منهم يصمدون إلى حين تلك المدة عل الأمور أن تتحسن حقاً، وأكد أن حجم المعدات الثقيلة التي يملكها أفراد تشكل 10% من حجم المعدات الثقيلة في المملكة، والتي كانت تعمل بالباطن مع مقاولين ينفذون مشاريع كبرى في البلاد، مبيناً أنه في حالة الدخول في مرحلة الكساد ولفترة متوسطة، فإنه يمكن لمالكي المعدات بيعها في السوق المحلي، أو إعادة تصديرها إلى خارج إلى المملكة، وخاصة إلى جبل علي في الإمارات، حيث هناك مزادات كبيرة للمعدات الثقيلة. http://www.alriyadh.com/1538114