لم تكد تمر أيام قليلة على احتفال أعضاء الكونجرس الأمريكي بنجاحهم في إسقاط حق النقض (الفيتو)، الذي استخدمه الرئيس الأمريكي باراك أوباما ضد قانون "جاستا"، والذي يسمح لذوي ضحايا أحداث 11 سبتمبر بمقاضاة المملكة، حتى تحول هذا الانتصار لفضيحة، وذلك بعد تصاعد أصوات الخبراء الذين اتهموا أعضاء الكونجرس بتمرير القانون دون دراسته عن كثب.
ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية (1 أكتوبر 2016)، أنه من الواضح أن النواب الأمريكيين أصبحوا الآن يواجهون موقفا محرجا للغاية وذلك بعد أن تسبب قيام هؤلاء النواب بالتصويت بأغلبية ساحقة لإسقاط فيتو الرئيس الأمريكي ضد قانون "جاستا" في توجيه اتهامات لرجال الكونجرس بأنهم تسببوا بهذا الإجراء غير المدروس في إضرار مصالح الولايات المتحدة ووضع رجال الجيش الامريكي تحت طائلة المساءلة القانونية من قبل أي دولة أجنبية.
وقالت الصحيفة إنه "من المحزن أن نواب الكونجرس، بمجلسيه، مجلس الشيوخ ومجلس النواب، لم يقوموا فقط بالتواطؤ مع بعضهم البعض للتصويت لصالح أفظع قرار اتخذه الكونجرس في الآونة الأخيرة؛ ولكنهم يحاولون- أيضا- التنصل من المسؤولية وإلقاء اللوم على أوباما بأنه هو المسؤول عن هذا التصويت الكارثي".
وأوضح الموقع أن التصريحات التي أدلى بها المتحدث الرسمي باسم الكونجرس بول ريان، والتي تحدث من خلالها عن أن النواب الأمريكيين سيعملون بمجرد عودتهم من إجازتهم السنوية على إجراء بعض التعديلات الضرورية لحماية المصالح والجنود الأمريكيين في الخارج، لم تمنع أحد أهم الأعضاء بلجنة العلاقات الخارجية، النائب بنجامين كاردين، من اتهام رجال الكونجرس بالإهمال وعدم التوازن. وتحدث بنجامين كاردين عن القانون قائلا "أنا لم يطلب مني دراسة القانون إلا بعد فوات الأوان.. أنا لم أعلم بوجود هذا القانون إلا بعد وصول أوراقه لمكتب الرئيس عقب موافقة الكونجرس، بمجلسيه، على إقراره في المرة الأولى".
وتساءل كاردين لماذا لم يلتزم رجال الكونجرس بالخطوات الواجب عليهم اتخاذها قبل التصويت لصالح أو ضد القانون؟ وأبدى استياءه من حصول القانون على هذا العدد الكبير من الأصوات بالرغم من أنه لم تتم دراسته بشكل رسمي داخل أروقة الكونجرس.