دعا المهندس أمين الناصر، رئيس شركة أرامكو كبير إدارييها التنفيذيين، إلى البدء في إحداث تغيير كبير في أعمال قطاع التنقيب والإنتاج للنفط، مشيراً إلى أن على هذا القطاع، الذي يشكل العمود الفقري لصناعة النفط والغاز بشكل عام، أن يكون مستعداً لتحويل نموذج أعماله حتى يبقى في صدارة مشهد الطاقة العالمي.
وقال الناصر، خلال مشاركته في المؤتمر الفني السنوي لجمعية مهندسي البترول، الذي بدأ أعماله في مركز دبي التجاري العالمي أمس: "سيستمر الزيت والغاز خلال السنوات المقبلة في تلبية الطلب على الطاقة، وستبقى المكانة المحورية للنفط قوية، خاصة في مجال النقل الثقيل ولقيم البتروكيماويات، ويرجع السبب في ذلك إلى أن مصادر الطاقة البديلة، مثل: مصادر الطاقة المتجددة، والتقنيات التي ظهرت حديثا كالسيارات الكهربائية وخلايا الوقود، لا يزال أمامها عوائق فنية واقتصادية في البنية الأساسية، ويتعين عليها اجتياز تلك التحديات".
وحذّر الناصر في الوقت ذاته من أن مصادر النفط المتوافرة حالياً، إضافة إلى أن الاكتشافات الجديدة، تنطوي على تحديات أكبر وتكاليف أعلى لتطويرها، مشيراً إلى أن حقول النفط أصبحت في الوقت الراهن أكثر نضجاً وتعقيداً من ناحية التشغيل، فضلا عن تصاعد الضغوط البيئية.
وقال الناصر في سياق كلمة ألقاها خلال المؤتمر بعنوان "التصور الجديد لقطاع التنقيب والإنتاج: نموذج عمل جديد لعصر جديد": "إذا نظرنا في ظل هذه الظروف إلى أعمال هذا القطاع ونموذجه التشغيلي حالياً وسألنا ما إذا كانا يرتقيان لمستوى المهام المقبلة فإنني سأقول لا".
واقترح الناصر خطة عمل متكاملة من أربعة محاور يمكنها أن تجدد قطاع التنقيب والإنتاج لمواجهة التحولات في الطاقة والتوجهات البيئية والتنظيمية والتعقيد المتصاعد في الأعمال والعوامل الأخرى الفاعلة.
واستطرد الناصر في شرح المحاور الأربعة التي تنطوي عليها الخطة، وهي: المرونة، والتقنية، والكفاءات، والتعاون، فقال: "إن المحور الأول والأكثر تحدياً، المتمثل في المرونة يتطلب من الأطراف المؤثرة في القطاع امتلاك قدرة مالية قوية لتجاوز الفترات الصعبة والحفاظ في الوقت ذاته على استثمارات طويلة الأمد لبناء قدرة جديدة، وإبقاء التقنية على المسار الصحيح. وهنا يأتي دور الكفاءة والتكلفة التنافسية. وبالنظر إلى إجراءات الأعمال في قطاع التنقيب والإنتاج العالمي، فإننا نرى أموراً يمكن إنجازها بشكل أفضل وبتكلفة أقل دون المساس بالسلامة أو البيئة، ولكن تحقيق ذلك يتطلب تطوير نموذج عمل جديد. وتعد الاستثمارات المستمرة في التقنية التي تدفع عجلة الكفاءة وتقلل التكلفة، إلى جانب التوفير الموثوق والمستدام للطاقة بشكل أفضل، من العناصر المهمة لنجاح هذا القطاع مستقبلاً".
أما المحور الثاني من الخطة التي طرحها الناصر في حديثه حول تطوير قطاع التنقيب والإنتاج العالمي، المرتبط ارتباطاً وثيقاً بمحور المرونة فهو التقنية، حيث أوضح أن الأبحاث والتطوير، إضافة إلى القدرات الابتكارية التي تضطلع بها الأطراف المؤثرة في قطاع التنقيب والإنتاج، لطالما كانت القوة المحركة لهذا القطاع. وقال: "من الواضح أن الابتكار لا يمكن أن يتوقف، ولكن علينا أن نعجل وتيرته. وأرامكو السعودية تفعل ذلك تماماً في إطار أهدافها الاستراتيجية.
أما المحوران الآخران من خطة تطوير هذا القطاع، حسبما رأى الناصر في كلمته وهما الكفاءات، والتعاون، فقد أشار فيهما إلى أن الاستثمار في التقنية والأبحاث لتذليل صعوبات التنقيب والإنتاج الكبيرة، تستدعي أيضًا الاستثمار في العنصر البشري الذي سيطور هذه الأدوات ويستخدمها.
من جهة أخرى، حدد الناصر، عام 2018 مهلة لإدراج "أرامكو" في أسواق الأسهم، ما يشكل منعطفا استراتيجيا للمجموعة العامة التي تتولى مجمل إنتاج الخام في المملكة.
وبحسب "رويترز" قال الناصر، إن "أرامكو" تبحث إدراج أسهمها في السوق السعودية وربما في الخارج بحسب الدراسات الجارية" لتنويع موارد اقتصادها وتقليص اعتمادها على النفط، في الوقت الذي تقضي الخطة بطرح 5 في المائة من أسهم الشركة.
وأشار إلى أن الشركة مستمرة في تفقد عدة بورصات خارجية من بينها نيويورك وهونج كونج ولندن استعدادا للإدراج الجزئي في 2018.
وأضاف أن الشركة تعمل مع الشركاء الصينيين للبحث عن مواقع لتخزين النفط وأنها ترغب في تعزيز معدلات استخراج الخام إلى 70 في المائة مقابل ما يراوح بين 50 و55 في المائة حاليا.