مواطنون بعد قرارات "شد الأحزمة" سنقف مع وطننا.. ولا عزاء للمتخاذلين
محمد حضاض - جدة 7 356,465
"وطنك في الشدة، هو وطنك الذي أسعدك في الرخاء"، بهذه الكلمات المعبرة أوقف أحد كبار السن نقاشًا بين شابين حول قرارات تعليق العلاوة السنوية لهذا العام، وقال بلهجة جداوية حازمة "كل دولة تمر عليها ظروف وأبناؤها الأوفياء يوقفون معها حتى تزول"، وتساءل: "أنتم تحبون الوطن.. أو تحبون أمواله؟".
هذا النقاش الذي لم يدم سوى لحظات بعد أداء صلاة المغرب اليوم في أحد مساجد جدة، كان نموذجًا لما يفكر به المخلصون من أبناء الشعب السعودي، والذين يثقون في أن هذه المرحلة التصحيحية تحتاج إليها المملكة خلال فترة زمنية قصيرة قبل أن تعود لتمنح أبناءها ما يستحقون من حوافز مالية ومعنوية.
شد الأحزمة
يأتي ذلك عقب القرارات التي أصدرها مجلس الوزراء اليوم وتنوعت بين تعليق للعلاوة السنوية لهذا العام وتخفيض لبعض بدلات الرواتب وتأتي في توقيت يشهد فيه العالم أزمات اقتصادية متلاحقة وهبوط في أسعار النفط، وهو ما استدعى سياسة شد الأحزمة وضرورة تشارك المواطنين مع الحكومة للمرور من الأزمة الاقتصادية الطارئة خلال أقرب فرصة ممكنة.
زيادات متتابعة
ولعل المتتبع للقفزات الاقتصادية الضخمة التي شهدتها المملكة خلال الثلاثين عامًا الماضية، وقفز فيها سعر برميل النفط من دولارين مطلع السبعينيات إلى قرابة الـ ٣٥ دولارًا في منتصف الثمانينيات قبل أن تتأرجح بين الـ١٠ دولارات وحتى ٤٠ دولارًا قبل أن تصل إلى سقفها التاريخي مطلع العقد الميلادي الحالي عندما لامست الـ ١١٥ دولارًا وهو ما واكبته الحكومات السعودية بزيادات في الرواتب وتحسين للمعيشة طال الجميع، في حين كانت المطالبات بتخفيض النفقات واضحة عندما ينخفض النفط، ولعل ما حدث عام ٢٠٠٨م يؤكد ذلك عندما انخفض البترول لأقل من ٤٠ دولارًا وكانت المطالبات بضرورة تخفيف المصروفات وسياسة شد الأحزمة من أعلى سلطة في الدولة.
لا فرصة للأعداء
وعلى الرغم من محاولات العديد من المغرضين بضرب أسفين بين القيادة والشعب، إلا أن العديد من النقاشات التي ابتدأت في الشارع وتواصلت في وسائل التواصل الاجتماعي كان أغلبها يتحدث عن ضرورة الوقوف مع الوطن في هذه الأوقات العسيرة، وعدم ترك الفرص للأعداء ليخلخلوا الصف ويفتتوا الوحدة الوطنية خصوصًا أن هذه الأزمات لا تلبث أن تنتهي بعزيمة الرجال المخلصين.
نقف في صف الوطن
الدكتور عبدالمحسن السلمي أستاذ التربية الإسلامية قال: ليس غريبًا على السعوديين أن يقفوا مع وطنهم ضد الأعداء، فهذا الوطن الذي أعطانا الكثير من الرخاء والأمن والاستقرار خلال السنوات الماضية وما زال، علينا أن ندعمه ونقف بجواره ونثق في قيادتنا الرشيدة التي بدأت بالوزراء وأعضاء الشورى رغبة في عدم تحمل ديون مرهقة قد يكون أثرها سلبيًا على الوطن بأكمله.
العاصفة الاقتصادية
الكاتبة والأديبة المعروفة حليمة مظفر قالت عن تعديل بدلات الرواتب "الحمد لله على كل شيء ونحن على الحلوة والمرة مع الوطن الحبيب.. هو دورنا كمواطنين في مساندة بلادنا وقت الشدة".
هذه الكلمات الوطنية المتلاحقة تؤكد أن أبناء المملكة سيقفون بكل ما يستطيعون مع وطنهم للمرور من العاصفة الاقتصادية حتى يعود اقتصادنا أكثر قوة وقدرة على التقدم.