قالت مصادر مصرفية غربية إن الصين بدأت تقليل حيازاتها من الموجودات الدولارية وزيادة مشترياتها من الذهب.
وحسب المصادر المصرفية، نفذت الصين صفقات لشراء الذهب عبر واجهات خلال العامين الماضيين.
وكانت أكبر هذه الصفقات، حسب موقع" زيرو هيدج" الأميركي، صفقة نفذتها بكين منتصف العام الماضي لشراء 604 أطنان من الذهب، تلتها صفقات أقل حجماً في شهري أغسطس/آب الماضي وسبتمبر/أيلول الجاري.
وتزامنت هذه المشتريات مع تسييل الصين جزءاً من الموجودات التي تملكها في سندات الخزانة الأميركية، قُدر حجمها بحوالي 83 مليار دولار، حسب مصرف "كوميرتس بنك" الألماني.
وفي هذا الصدد، أظهرت بيانات من البنك المركزي نشرت أمس الأربعاء، انخفاض احتياطي النقد الأجنبي في الصين إلى 3.19 تريليونات دولار في أغسطس/آب بما يتماشى مع توقعات السوق وهو المستوى الأدنى منذ ديسمبر/كانون الأول 2011.
وحسب رويترز، انخفض الاحتياطي الصيني بواقع 15.89 مليار دولار في أغسطس/آب وهو أكبر انخفاض منذ مايو/ أيار.
وانخفض الاحتياطي الأجنبي لدى الصين وهو الأكبر في العالم بمستوى قياسي بلغ 513 مليار دولار في العام الماضي.
وكشفت المصادر المصرفية الأميركية في بداية العام الجاري، أن الصين تواصل بيع جزء من حصتها في السندات الأميركية وتشتري الذهب.
ونسب كل من موقع "زيرو هيدج" الأميركي وصحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية إلى مصادر مصرفية قولها إن الحكومة الصينية تملكت خزانة ضخمة للذهب في لندن.
وحسب المصادر المصرفية الأميركية فإن هذه الخزانة الضخمة هي ثاني خزانة للذهب تشتريها الصين التي تسعى منذ مدة إلى زيادة رصيدها من الذهب.
وكانت الصين قد اشترت خزينة أخرى يملكها مصرف "دويتشة بنك" الألماني في سنغافورة.
ويرى مصرفيون أميركيون أن الصين تواصل شراء الذهب عبر شركات سرية، ولكنها لا تعلن عن حجم مشترياتها الحقيقية التي تقدر بأنها كبيرة جداً، وبدأت في تكوينها منذ عام 2009، أي في أعقاب أزمة المال العالمية وتنفيذ الولايات المتحدة لسياسة التحفيز الكمي.
ويقدر المصرفيون أن مخاوف الصين من "سياسة التحفيز الكمي" وانعكاساتها على عملتها الوطنية المرتبطة بهامش تذبذب محكوم بالدولار، كان وراء مشتريات الذهب الضخمة التي نفذها بنك الشعب الصيني "البنك المركزي" عبر عدة أذرع سرية.
وفي هذا الصدد، ذكر مصرف "بانك أميركا ميريل لينش" الأميركي، في نهاية شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أن الصين ربما تخطط خلال العام الجاري لتنفيذ خطوة فك ارتباط عملتها اليوان بالدولار، ضمن عمليات تحرير تدريجي.
وجاءت توقعات المصرف الأميركي قبيل أيام من إدخال صندوق النقد الدولي للعملة الصينية ضمن العملات المرجعية للصندوق.
يذكر أن اليوان واجه ضغوطاً مكثفة في سوق أوفشور في بداية العام، وتتخوف الصين من السياسات النقدية الأميركية وتداعياتها على صرف اليوان. ومن هنا أثار مصرف ميريل لينش الأميركي احتمال اكتناز الصين للذهب لتحرير العملة الصينية خلال الفترة المقبلة