أخبر النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم
عن أمر غيبي
وهو ما يصيب هذه الأمّة بعد وفاته
فوقع طبق ما أخبر به صلَّى الله عليه وسلَّم
عن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله
صلَّى الله عليه وسلَّم -:
«يُوشِكُ الأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيكُمْ كَمَا تَدَاعَى الأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا».
فقال قائل:
ومِن قلَّةٍ نحن يومئذٍ؟!
قال:
«بَلْ أَنتُمْ يَومَئِذٍ كَثِيرٌ، وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ
وَلَيَنْزِعَنَّ اللهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمْ المَهَابَةَ مِنكُمْ
وَلَيَقذِفَنَّ اللهُ فِي قُلُوبِكُمُ الوَهَنَ».
فقال قائل:
يا رسول الله! وما الوَهَن؟
قال:
«حُبُّ الدُّنيَا وَكَرَاهِيَةُ المَوتِ».
وقد تضمّن هذا الحديث العظيم
فوائد جمّة وحِكمًا بليغة، أبرزها فيما يلي:
1-قوله: «يُوشِكُ»، أوشك من أفعال المقاربة والوقوع وبالفغل وقع ونحن نشاهده اليوم
2-خوفه صلى الله عليه وسلم على أمّته والشفقة على عليها وتحذيرها من الفتن
3- من أسباب تسلّط الكفّار على المسلمين، وقوعَ الفتن بين المسلمين والخروج عن أئمّتهم وتشهير
السيوف في وجوهم
4-فيه دلالة على أنّ هؤلاء الكفّار ملّتهم واحدة
وهي تآلفهم وتوحّدهم على المسلمين
لقوله: «تَدَاعَى عَلَيكُمُ الأُمَمُ المجوس اليهود النصارى المنافقين اصحاب مؤتمر الشيشان
5-فيه إشارة إلى أنّ هؤلاء الكفّار، قد انطووا
على الحقد الدفين والبغض الشديد للمسلمين
6-فيه إشارة إلى أنّ هؤلاء الكفّار سيحتلّون ديار المسلمين، ويعيثون فيها فسادا
مثل االفرس في العراق وروسيا في سوريا وامريكا بالعراق ةافغانستان
وقبلهم بريطانيا وفرنسا
7- أنّ من أشراط الساعة تداعي الأمم الكافرة على أهل الإسلام.
8-فيه بيان حرص الصحابة على العلم وسؤالهم
النبيَّ – صلَّى الله عليه وسلَّم ومراجعتهم له
وشدّة خوفهم من الفتن
9- فيه دلالة على أنّ النصر ليس بكثرة العدد
وقوّة المدد
بل بتأييد الله تعالى وعونه، لقوله:
لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُم أَذِلَّةٌ
10- فيه إشارة إلى أنّ هذه الأمّة ستكون أكثر الأمم عددًا
ولكن لا تنفعها كثرتها ما لم تتمسّك بدينها
11-فيه ذمّ الكثرة، وأنّها ليست ميزانا للانتصار
كما تقدم، لقوله:
«بَلْ أَنتُم يَومَئِذٍ كَثِيرٌ وَلَكِنَّكُم غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيلِ