قصص - روايات - حكاياتلطرح القصص والروايات الخيالية و الحقيقه و الكتابات الخاصة " ذات العبرة و الفائدة ",
القصص والروايات قصص واقعية و روايات - قصص واقعية، قصص عربية، قصص أطفال، قصص حب، قصص غراميه، قصة قصيره، قصة طويلة قصص روايات ادربيه طويله قصص واقعيه قصص روايات قصص حب قصص رومانسيه روايات رومنسيه قصص واقعيه قصص و روايات حب ,
في يوم من الأيام الخوالي التي مرت من القرن الماضي ، وعلى وجه التقريب في حوالي سنة 1935 وبمنطقة طبقة (بقرب القريات) ، حدث أن شخصاً وأسمه (الأخضر مسعود خلف الله ) أصيب بكسر في جمجمته (أعلى الرأس) نتيجة عراك بالعصي بين أفراد قبيلته وأخرين ، وللأسف لم يتم ألتآم الكسر وجبره نتيجة تهشم عظام الجمجمة ، والجرح لم يلتأم ، فحدث تعفن في جرح الرأس ذو رائحة كريهة ، وصاحبه لم يستطع النوم فترة طويلة نتيجة الألم الشديد ، رغم ما قام به بعض أصحاب الخبرة في مداواة الجروح وجبر الكسور ، فسمع بذلك رجل له خبرة كبيرة في جبر الكسور بجميع أنواعها وكذلك له خبرة طويلة في المداواة بالأعشاب أسمه ( محمد عطاالله مادي) من سكان القرية الغربية ، فقال أقارب (الأخضر مسعود) له : سوف نأخذك إلى الطبيب المعروف (محمد عطاالله مادي) للكشف لعله يجد لك علاج أو دواء ، وعند وصولهم إلى القرية الغربية ، قام الطبيب المذكور بالكشف على (الأخضر مسعود ) ، وبعد الكشف قرر أن تجرى له عملية جراحية فوراً نظراً للحالة الخطيرة التي وصل إليها الوضع الصحي للمريض ، فتعجب الجميع من ذلك ! كيف ؟
فاتخذ القرار وعدم الرجوع فيه ، تم التحضير للعملية والتنفيذ سيبدأ الآن على النحو التالي :-
المكان : هو الحجرة (مربوعة الطبيب) ، أما الممرضين فسيتم إجراء امتحان لهم فمن ينجح في هذا الامتحان سيكون ممرض يساعد الطبيب أثناء العملية الجراحية .
ادوات العملية : بسيطة جداً ( مقص صغير للقطع، شفرة حلاقة حبشية لسلخ فرة الرأس ، قماش للتعقيم ، كلب صغير (جرو)حي سيدبح ويسلخ رأسه ويأخذ من جمجمته قطعة صغير مطابقة للأجزاء المهشمة لرأس المريض ، حليب مرأة مرضع لإيقاف الدم أثناء العملية الجراحية ، أبرة خياطة لخياطة فروة الرأس ، بيض لامتحان الممرضين ، صحن لوضع الحليب والقماش لمسح الدم النازف من العملية الجر احية ) .
أولاً : اختيار الممرضين :-
طلب من المشاركين التقدم للامتحان : حيث تم طبخ البيض في الماء لسلقه ، وطلب من الافراد تقشير البيض بحيث أن القشرة الرقيقة التي على البيض لا تقطع أو تلتصق بالقشرة الكلسية للبيضة بل تبقى على البيضة ، فتقدم للامتحان خمسة أفراد فنجح منهم ثلاثة فقط ، حيث قشرت البيضات الثلاثة والقشرة الرقيقة بقيت على البيضة ولم تقشر مع القشرة الكلسية ، فأصبح لديه ثلاثة ممرضين وهذا يكفي لإجراء العملية الجراحية .
أذن هم ناس أيديهم لا ترتعش ولا تهتز دون إدراك ، وأعصابهم ثابتة ، وحركتهم رزينه ، وهذا هو المطلوب في الممرض .
ثانياً خطوات العملية الجراحية :-
بعد اختيار الممرضين ذبح الجرو الصغير وسلخ رأسه وجهز لاختيار جزء من جمجمته ، وقام الطبيب بحلاقة رأس المريض أولاً ، ثم جهز حليب المرأة والقماش ، وسلخ فروة رأس المريض مع وضع حليب المرأة على الجرح لوقف نزف الدم بسرعة ، ثم قشرت الأجزاء المهشمة من جمجمة المريض بسرعة وحولت بعيداً وأخذت قياساتها حتى يتم تعويضها بجزء من جمجمة الجرو ، وتم ذلك بسرعة ، وألصقت برأس المريض وهي نفس الحجم والقياس وثبتت بإحكام في مكانها ، وتم ارجاع فروة الرأس إلى مكانه وخياطة الجرح بحرص شديد ، وكل جزء رجع إلى مكانه بحكمة رائعة .
لعل سائل يسأل ما وضع الدماغ ؟ أقول أن الدماغ سليم ولم يصل إليه شيء أبداً ، حتى أنهم أثناء سلخ فروة الرأس رأوه بأعينهم كيف ينقبض وينبسط ، ولحسن الحظ أنهم ممرضين من الدرجة الممتازة ، وبعد أيام ألتأم الجرح وعاد المريض سليماً معاف والحمد لله على ذلك .
ملاحظة بسيطة : هو أن (الأخضر مسعود) بعد هذه العملية الجراحية لا ينام إلا نوم خفيف جداً نتيجة أن جمجمة رأسه بها جزء من جمجمة الجرو الصغير ، ولكنه لا يحس بالألم كما كان قبل العملية الجراحية ، وعاش فترة طويلة بعد هذه العملية الجراحية .
هذه القصة ليست من نسج الخيال وهي معروفة عند أهل المنطقة بكاملها ، وها أنا أنشرها فقط للذكرى ، وليعلم الجميع أن بلادنا فيها من الخبرات الشيء الكثير الكثير ، حتى وأن وجد من يحاول طمس معالم هذه الخبرات العظيمة ، فطوبى لأهلها ، صانعي الأمجاد والبطولات في جميع مجالات الحياة .
علماً بأنه في ذلك الوقت لا توجد مستشفيات ولا عيادات ولا أخصائيين درسوا بالجامعات العليا والعالمية ولكنهم تعلموا من أعظم المدارس وهي مدرسة الحياة .