دعونا نقولها بصراحة ، فلا بد من وقفة مع النفس فلم يعد الوقت وقت مجاملات أو تعمية الحقائق أو الاكتفاء بلوم الآخرين عند كل نجاح يحققونه على حسابنا . لا بد أن نعرف أين الخلل الذي أدى بنا إلى هذا الوضع الذي يجري فيه سحب البساط من تحت أقدامنا وتهميش مكانة مرجعيتنا الدينية .
صحيح أن هذا المؤتمر هو لإقصاء أهل السنة الحقيقيين ومن يطلق عليهم أهل السلف وأهل الحديث .. ولكن نجاحهم في عقد المؤتمر و جلب كل هذا العدد الكبير مع موافقتهم على استبعاد أي ممثل للسلفيين وأهل الحديث هو بسبب تقصيرنا .. نعم فجل المسئولية تقع علينا وجل ما حدث هو بسببنا .
تلاهينا عن كل قضايا العالم الإسلامي والعربي التي تشغل بالهم بل ووقفنا حائلاً بينهم وبين تحقيق آمالهم مرات عدة !
وانشغل جل علمائنا بأمور مثل : تعداد اجر من قال هذا الذكر وفضل السواك وحكم لبس البنطلون ...الخ .. الخ .. الخ .
أمور تناقش في وقت الاسترخاء وتمكن الأمة وانتصارها وقوتها وليس في هذا الوقت الذي تكالب الأعداء فيه عليها . هي الآن محتاجة إلى فكر إسلامي يدعم صمودها ويناقش معاناتها مع القضايا التي تهدد مصيرهم كالاستعباد ومحاربة القوى الاستعمارية الجديدة التي تقتلهم ليل نهار ومقاومة الأنظمة الطاغية التي قتلتهم وأفقرتهم و سلبت حريتهم وكرامتهم مثل ما هو حاصل الآن .
مكانة المملكة الدينية يجب أن تكون ريادية وقائدة وتهتم بكل قضايا الأمة وليس في الشأن الداخلي فقط , وإلا سنتقوقع من جديد ونترك القيادة لغيرنا .