العديد من التساؤلات حول التوقيت المناسب لتقديم أطعمة معينة للطفل. فالأمهات اللاتي يبدأن بتقديم الطعام الصلب الأول لأطفالهن، دائماً ما يسمعن “لا للبيض، لا للمكسرات، لا للفواكه الحمضية، لا للقمح، لا للزبيب، لا للكيوي”، وتطول قائمة الممنوعات. في بعض الأحيان، عندما ينصح بعض الأطفال الذين لديهم حالات خاصة، مثل الإصابة بحساسية مزمنة في العائلة، تتحول المسألة إلى نصيحة عامة تسري على الجميع. إذا كان لدى عائلتك تاريخ من الحالات التالية: الربو أو الاكزيما أو الحساسية من أحد الأطعمة، فعليك التحدث إلى طبيبك حتى يقرر ما إذا كان طفلك يحتاج إلى الابتعاد عن تناول بعض الأطعمة لمدة أطول من الوقت.
ينصح بالاعتماد على الرضاعة الطبيعية وحدها لمدة ستة أشهر.
إذا اخترت تقديم الأطعمة الصلبة قبل مرور ستة أشهر، وذلك بعد استشارة طبيبك، يوصى بتجنب بعض الأطعمة في هذه المرحلة.
يحتوي القمح والشوفان وغيرهما من الأطعمة الأخرى على الغلوتين
تقل مخاطر الإصابة بداء الزلاقي (أو المغص المزمن) عن طريق تجنب تناول الأطعمة التي تحتوي على الغلوتين مثل القمح والأطعمة التي يكون أساسها الجاودار أو الشعير. من بينها الخبز، والدقيق (الطحين)، والمعكرونة، وبعض حبوب الإفطار والمقرمشات وذلك حتى عمر الستة أشهر. يفضل الابتعاد عن الشوفان أيضاً لاحتمال تحضيره في مصنع يحضّر القمح أيضاً.
البيض
يمكنك الاطمئنان وتقديم البيض المطهو كجزء من نظام طفلك الغذائي عند بلوغه الشهر السادس. يجب تجنب استخدام البيض النيئ في غذاء طفلك لأنه قد يحتوي أحياناً على بكتيريا السالمونيلا، والتي يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بتسمم غذائي. عند طهي البيض لطفلك، احرصي على أن يصبح البياض والصفار (المحّ) متماسكين وجامدين. وللسبب ذاته، يفضل الامتناع عن تقديم أي طعام قد يحتوي على البيض النيئ، مثل عجين الحلوى غير المطبوخ، أو الآيس كريم المصنوع في المنزل، أو المايونيز، أو الحلويات التي تحتوي على البيض غير المطبوخ مثل الموس (نوع من الحلوى المثلجة المصنوعة من قشدة مخفوقة أو ذات نكهة وجيلاتين).
المكسرات (البزورات)
لا يجب إعطاء المكسرات (البزورات) الكاملة للأطفال دون الخامسة من العمر، بسبب خطر الاختناق. لكن لا بأس بزبدة المكسرات والمكسرات المطحونة للأطفال فوق الستة أشهر ومن ليس لديهم تاريخ عائلي من الحساسية.
تصيب أنواع الحساسية الخطيرة من المكسرات ومنتجاتها أقل من واحد بالمئة من الناس. قد يكون طفلك عرضة أكثر للإصابة بالحساسية، إذا كان لديك أنت أو والده أو أي من إخوته أو أخواته حالات من الحساسية مثل حمى القش، أو الربو و/أو الأكزيما.
إذا كان طفلك ضمن هذه الشريحة المعرضة أكثر لخطر الإصابة بأنواع من الحساسية، فعليك تجنب تناول الفول السوداني ومنتجاته أثناء الحمل والرضاعة الطبيعية وعند بداية تقديم الأطعمة الصلبة. لذا، ابتعدي عن الفول السوداني ومنتجاته حتى يبلغ طفلك الثالثة من عمره.
إذا كنت تعتقدين أن طفلك قد يكون عرضه للإصابة بحساسية ضد الفول السوداني، استشيري طبيبك الذي قد يحيل طفلك إلى طبيب مختص بالحساسية.
أما إذا لم يكن لديك تاريخ عائلي من الحساسية، فيمكنك تقديم المكسرات (البزورات) المطحونة وزبدة المكسرات، بما فيها زبدة الفول السوداني بدءاً من الشهر السادس.
الأطعمة التي تحتوي على السمسم، مثل زيت السمسم وبذور السمسم
تتزايد الإصابة بالحساسية ضد منتجات السمسم، وقد يرجع ذلك إلى أنها أصبحت تستخدم بكثرة في المنتجات الغذائية مثل الطحينة وبعض المأكولات الأخرى. ويمكن أن تكون الحساسية ضد السمسم شديدة مثل الحساسية ضد الفول السوداني، ويمكن أن تتسبب في حدوث الحساسية المفرطة. لذا من الأفضل الابتعاد عن منتجات السمسم كما هو الحال مع منتجات الفول السوداني إذا كان هناك احتمال لإصابة طفلك بحساسية ضد أي منهما. أما إذا لم يكن هناك تاريخ عائلي من الحساسية لدى أقارب صغيرك من الدرجة الأولى، فيمكنك تقديم الأطعمة التي تحتوي على السمسم مثل الطحينة عندما يكمل شهره السادس.
السمك ومنتجاته
ينصح بعدم تقديم الأسماك والمحار للرضع الذين لم يبلغوا الستة أشهر من العمر نظراً لاحتمال تعرضهم للحساسية وإن بنسبة ضئيلة.
يجب على الأطفال أيضاً تجنب تناول أي من أنواع الحيتان، أو سياف البحر، أو أسماك المارلين. ويرجع هذا إلى أن النسب العالية من الزئبق الموجودة داخل هذه الأسماك يمكن أن تؤثر سلباً على تطور الجهاز العصبي النامي لدى الأطفال.
لا تعطي المحار النيئ للرضع والأطفال كونه أحد الأطعمة التي قد تسبب التسمم الغذائي بنسبة عالية. لكن السمك، وخاصة السمك الدهني، يجب أن يمثل جزءاً من أي نظام غذائي صحي. ينصح الأطفال والكبار معاً بتناول الأسماك على الأقل مرتين أسبوعياً، على أن يحتوي النظام الغذائي سمكاً من النوع الدهني مرة في الأسبوع. وتعتبر الأسماك التالية جميعها مغذية للأطفال الصغار وهي: الأسماك الطازجة مثل السلمون وسمك القد وسمك الحادوق، والأسماك المعلبة مثل السردين، وسمك الرنكة، بالإضافة إلى منتجات الأسماك مثل أصابع السمك وكعكة السمك. تجنبي تقديم السمك المعلب في محلول ملحي لاحتوائه على نسبة ملح أعلى من تلك الموجودة في الأسماك المعلبة في الزيت.
فول الصويا ومنتجاته
بعض الأطفال يعانون من الحساسية ضد فول الصويا ومنتجاته بما في ذلك حليب الصويا. وتتشابه أعراض الحساسية من الصويا مع تلك التي تسببها الألبان. وتشتمل على الحكة والإسهال والتقيؤ والتقلصات المعوية وصعوبة في التنفس. لكن قلّما يتسبب الصويا في الإصابة بحساسية مفرطة. وينصح بإعطاء الأطفال الذين يعانون من حساسية ضد حليب (لبن) البقر الألبان المستخرجة من الصويا فقط وذلك بناء على النصيحة الطبية، حيث أن الأطفال الذين لديهم حساسية ضد حليب (لبن) البقر قد يعانون أيضاً من الحساسية ضد الصويا. ويمكن الاستعاضة عن حليب (لبن) البقر أو الصويا بالألبان ذات البروتين المهدرج (التي يتم فيها تغيير تركيبة بروتين الحليب) أو الحليب (اللبن) الاصطناعي الذي يعتمد على مادة الكازين. استشيري طبيبك في الأمر.
فاكهة الكيوي
يعاني عدد قليل من الناس من الحساسية ضد فاكهة الكيوي. وقد تبين أن بعض أنواع هذه الحساسية يكون شديداً للغاية وخاصة لدى الأطفال. كما تبين أن هناك تزايداً في أعداد الناس المعرضين للإصابة بهذه الحساسية. ربما يكون لهذا علاقة بالزيادة في أمراض الحساسية عامة، بالإضافة إلى الشعبية المتزايدة لهذا النوع من الفاكهة.
ويعد الكيوي مصدراً جيداً للفيتامين “ج”، والبوتاسيوم والألياف. إذا كان يعاني طفلك من أنواع حساسية أخرى، أو إذا كان يوجد تاريخ عائلي من الإصابة بأنواع من الحساسية ضد الطعام، فلا يفضل إعطاء طفلك فاكهة الكيوي قبل بلوغه/أو بلوغها الستة أشهر من العمر. (على اعتبار أن الوضع المثالي هو عدم تقديم الأطعمة الصلبة إلى أن يبلغ الطفل شهره السادس ما لم ينصحك الطبيب بغير ذلك).
عسل النحل
يحتوي عسل النحل على السكر، وإعطاء السكر للطفل قد يشجعه على إدمان الحلويات مما يؤدي إلى تسوس الأسنان. وينصح بعدم تقديم عسل النحل لطفلك حتى يتم عامه الأول، لأنه قد يحتوي على البكتيريا والتي قد تنتج السموم داخل أمعاء طفلك وفق ما يعرف بتسمم الرضّع. وعندما يبلغ طفلك العام الأول من العمر، تنضج أمعاؤه بما يكفي لضمان عدم نمو البكتيريا داخلها.
الزبيب
الزبيب والفاكهة المجففة الأخرى مثل الكشمش، قد تمثل وجبة خفيفة مغذية للطفل الأكبر سناً أو من بلغ سن المشي. ويعتقد بعض الخبراء أن أي أجزاء صغيرة من الطعام قد تهدد طفلك بالاختناق وخاصة إذا كان عمره أقل من عام واحد. لهذا السبب، يجب أن تبقي إلى جانب طفلك عند تناوله الأطعمة التي يمكن إمساكها بالأصابع مثل الزبيب، كما يجب التأكد من أنه مستعد جسدياً للمضغ والجلوس مستقيماً بطريقة صحيحة، كما يجب أن يتمتع بالقدرة على الإمساك بالأشياء مثل الكماشة (بأصابعه).
الفواكه الحمضية
تحتوي الفواكه الحمضية مثل البرتقال والكلمنتينا (شبيه بالمندرين) والغريب فروت والليمون والحامض على الكثير من الفيتامين “ج”. لكن لا يجب تقديم عصائر الفاكهة والفواكه الحمضية مثل البرتقال قبل بلوغ طفلك الشهر السادس. عندما شرائك أطعمة الأطفال الجاهزة، اقرئي قائمة المعلومات الغذائية على العبوة لتبين وجود أي من الفواكه الحمضية في المكونات، إذ عادة ما يضاف إلى أطعمة الفطام الأولى مثل التفاح أو الموز. إذا قمت بتقديم عصير الفاكهة، قدميه فقط في مواعيد الطعام واحرصي على تخفيفه جيداً (جزء عصير مقابل 10 أجزاء من الماء) وقدميه داخل فنجان أو كوب مع غطاء ولا يجب أبداً تقديمه داخل الزجاجة (القنينة). يساعد التناول السريع للعصائر في الإقلال من مخاطر الإصابة بتسوس الأسنان الذي ينجم عن تناول السكر والأحماض الموجودة طبيعياً في الفاكهة.
الفراولة وتوت العليق
تسبب الفواكه ذات البذور أحياناً الإصابة بالحساسية. انتظري حتى يبلغ طفلك الشهر السادس قبل إعطائه تلك الفواكه. إلا أن الحساسية التي تحدث نتيجة هذا النوع من الفواكه والخضروات عادة ما تكون خفيفة وينحصر تأثيرها فقط على الفم، فتحدث حكة أو طفحاً جلدياً في الأماكن التي يلامسها الطعام أي الشفاه والفم. ويطلق على هذه الحالة “متلازمة حساسية الفم”.
حليب (لبن) البقر
ينصح بعدم تقديم حليب (لبن) البقر أو منتجات الألبان حتى يتم طفلك الشهر السادس. وحتى ذلك الحين، يمكنك استخدام مقدار صغير من حليب البقر كامل الدسم في الطهي، على سبيل المثال في تحضير صلصلة الجبن أو الكاسترد. تجنبي تقديم حليب البقر كمشروب حتى يتم طفلك العام الأول لأنه لا يحتوي على الكثير من الحديد والمغذيات الأخرى. ولا يعتبر الحليب الذي يحتوي على نصف الدسم مشروباً مناسباً للأطفال دون الثانية من العمر، غير أنه يمكن البدء بإعطائه للطفل عند بلوغه العامين إذا كان طفلك يأكل جيداً ولديه نظام غذائي متنوع ويتمتع بوزن طبيعي. فيما عدا ذلك، عليك استخدام الحليب (اللبن) كامل الدسم حتى يتم طفلك الخامسة من العمر. أما الحليب خالي الدسم فهو غير مناسب للأطفال دون الخامسة لأنه منخفض السعرات الحرارية بدرجة كبيرة ويحتوي على القليل من الفيتامينات الأساسية.
حليب (لبن) الماعز والغنم
لا تقدمي حليب الماعز والغنم (الخروف) للرضع دون العام الأول من العمر. أما إذا اخترت هذا الحليب بعد هذا السن، فلا بد من التأكد من أنه مبستر.
الحليب (اللبن) الاصطناعي المكمّل
يصنع هذا الحليب من حليب البقر ويتم تسويقه على أنه يحتوي نسبة أعلى من الحديد. لكن ليس من الضروري شراء الحليب المكمّل بدلاً من الحليب الاصطناعي للرضع. أما إذا قررت استخدامه، فيجب أن يكون طفلك قد بلغ الستة أشهر من العمر على الأقل.
الجبن
يعد الجبن مصدراً هائلاً من الكالسيوم ومصدراً للطاقة أيضاً. تستطيعين البدء بالقليل منه ضمن نظام طفلك الغذائي عند إتمامه الشهر السادس من العمر. أما قوالب الجبن الطري الأزرق، مثل أنواع بري أو كامبرت، فهي غير مناسبة لطفلك نظراً لخطر احتوائها على بكتيريا الليستريا.
الأطعمة الغنية بالألياف
لا يعد النظام الغذائي الغني بالألياف مناسباً للرضع أو الأطفال الصغار. لا بأس من استخدام خبز الحبوب الكاملة والمعكرونة والحبوب بين الحين والآخر، ولكن استخدام الكثير منها قد يملأ معدة طفلك ولا يترك مساحة لأي أنواع أخرى من الطعام. لا تضيفي الجاودار إلى طعام طفلك لأنه يمنع امتصاص بعض المعادن الهامة. قدمي لطفلك مجموعة متنوعة من الأطعمة النشوية بما فيها تنويعات من الحبوب الكاملة، لكن لا تستخدمي أطعمة الحبوب الكاملة وحدها إلى أن يبلغ طفلك عامه الخامس.
الشاي
لا ينصح بتقديم الشاي للرضع والأطفال الصغار كونه يقلل من امتصاص الحديد لدى تناوله مع الطعام، كما أنه يحتوي على الكافيين وقد يتسبب الشاي الساخن في حرق فم طفلك. وإذا تم إضافة السكر إلى الشاي، تزداد احتمالات تسوس الأسنان.