العربية - أعلن الجنرال محمد علي فلكي، القيادي في الحرس الثوري وأحد قادة القوات الإيرانية في سوريا، أن "بلاده شكلت جيشًا بقيادة قائد فيلق القدس قاسم سليماني، حيث يقاتل هذا الجيش حاليا على ثلاث جبهات في العراق وسوريا واليمن"، على حد قوله.
وأكد الجنرال فلكي في حوار مع وكالة "مشرق" المقربة من الحرس الثوري، أمس الخميس، أن "قوات هذا الجيش ليست من الإيرانيين فحسب، بل إنه في كل منطقة تشهد قتالا يتم تنظيم وتجهيز هذا الجيش من شعب تلك المنطقة".
واعتبر هذا القيادي الذي يقود جزءا من قوات الحرس الثوري في سوريا للقتال إلى جانب نظام الأسد ضد المعارضة، أنه ليس من الحكمة زج القوات الإيرانية بشكل مباشر في الحرب في سوريا، بل يجب أن يقتصر دور عناصرنا على تدريب وتأهيل وتجهيز السوريين للقتال في مناطقهم"، على حد تعبيره.
وقال فلكي إن الهدف الأساسي من تشكيل النواة الأولى للجيش هو "محو إسرائيل بعد 23 عاما، وإن هذه الفيالق أصبحت على حدودها الآن"، لكنه في الوقت نفسه شدد على أن هذه القوات تحارب في العراق وسوريا واليمن".
وبحسب فلكي، فإن هذه الميليشيات تقاتل حاليا في سوريا إلى جانب ميليشيات "زينبيون" الباكستانية وميليشيات "حيدريون" العراقية وفيلق "حزب الله" المكون من حزب الله العراقي وحزب الله السوري، ويقاتلون تحت إمرة الحرس الثوري الإيراني بزي واحد وعلم واحد وتنظيم عسكري واحد".
من ناحية أخرى، ألمح مسوؤلون إيرانيون إلى احتمال حصول تبدل في الموقف التركي من نظام الرئيس السوري بشار الأسد، عبر القول إن المفاوضات الجارية بين أنقرة وطهران وموسكو حاليا تصب في إطار تقوية حكومته بدمشق، في حين كان قيادي بحزب الله يشيد بالتحالف بين روسيا وإيران باعتبار أنه "سيرسم المعادلات" بالمنطقة.
وقال رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية في مجمع تشخيص مصلحة النظام، علي أكبر ولايتي، إن المحادثات الثلاثية الجارية بين إيران وتركيا وروسيا لحل الأزمة السورية "ستساهم في تعزيز قدرات الحكومة السورية" دون أن يقدم المزيد من التفاصيل حول كيفية حصول ذلك في ظل الرفض التركي المعلن لنظام الرئيس السوري، بشار الأسد.
وقال ولايتي، في تصريح للصحفيين بطهران مساء الأربعاء الماضي، إن المحادثات "ستمنع تقسيم الأراضي السورية وتساعد في دحر الإرهابين من هذا البلد" وفقا لما نقلت عنه وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية، معتبرا أن إيران وتركيا "بإمكانهما التصدي لهجمات القوى الأجنبية والعدوان الغربي ضد العالم الإسلامي" وفق تعبيره.
ووصف ولايتي حكومة الرئيس السوري، بشار الأسد، بأنها "حكومة شرعية وقانونية" مضيفا أن سوريا "قادرة على الدفاع عن سيادتها وشعبها وذلك بالتعاون مع دول أخرى بما فيها روسيا إلى جانب قوى ثورية مثل حزب الله" وفقا لما أوردته الوكالة.
أما حزب الله نفسه، فقد صدرت له مواقف على لسان رئيس مجلسه السياسي، إبراهيم أمين السيد، الذي قال إن المنطقة تشهد "تبدلات في موازيين القوى" معتبرا أن ما وصفها بـ"المراهنات" على سقوط الأسد قد انتهت ونشأ "توازن جديد في المنطقة بفعل الحضور الروسي القوي والتعاون والتنسيق بين روسيا وإيران". ورأى أن الغارات الروسية المنطلقة من إيران "أحدثت صدمة لدى الغرب" وأن التحالف بين موسكو وطهران "هو من سيرسم المعادلات في المنطقة."