كما أن هناك أسهما صالحة للمضاربة وأخرى صالحة للاستثمار،
وأخرى صالحة للمضاربة والاستثمار معاً،
فما الذي يحدد الاختيار الصحيح وكيف يمكن للشخص تحديد الأسلوب المناسب له؟ لا يختلف هدف المستثمر عن المضارب، فكلاهما يسعى إلى تحقيق عائد إيجابي على ما لديه من مال، وكلاهما يشتري ويبيع الأسهم، وكلاهما يخاطر بماله في سوق الأسهم،
والاختلاف الكبير فيما بينهما يكمن في المساحة الزمنية، التي تفصل بين وقت الشراء ووقت البيع، وفي حدة المخاطرة التي يتحملها كل منهما، وفي مقدار العائد المتوقع على ما يُضخ من مال،
علاوة على اختلاف الأسلوب المتبع في اختيار الأسهم، الذي ينتهجه كل منهما. فقد يحتفظ المستثمر بما لديه من أسهم لعدة أشهر وربما سنوات، لذا فهو يفضل الشركات التي توزع أرباحاً نقدية لتعوضه عن طول المدة الزمنية.
أما درجة المخاطرة عند المستثمر فهي متدنية إلى متوسطة، نظراً لكون المال المستثمر متوسطا إلى كبير، لذا يأتي العائد المتوقع من قبل المستثمر قليل إلى متوسط.
أما المضارب فالمساحة الزمنية التي يعمل بها قصيرة، تصل إلى دقائق معدودة في بعض الحالات، ولا يهتم كثيراً بالتوزيعات النقدية، ويقبل بدرجات عالية من المخاطرة مقابل رفع احتمالية تحقيق عوائد مالية عالية نسبياً.
كما نجد أن رؤوس أموال معظم المضاربين تكون قليلة إلى متوسطة، وهذا يفسر إلى حد كبير ارتفاع نسبة تقبل المخاطرة لديهم، فهناك علاقة عكسية بين حجم المال المستثمر وحدة المخاطرة.
أما بالنسبة للأسلوب المتبع في انتقاء الأسهم فهو مختلف تماماً بين الاثنين، ونقول إجمالاً إن المستثمر يتبع أساليب التحليل الأساسي (المالي)
وكأي منهج فكري، فهناك متطرفون فنيون ومتطرفون أساسيون، فالمتطرف الفني هو ذلك الشخص الذي لا يعير التحليل الأساسي أي اهتمام بل إنه أحياناً لا يعرف اسم الشركة التي يقوم بتداول أسهمها ولا يعنيه كثيراً نشاطها التجاري.
أما المتطرف الأساسي فهو شخص لا يعترف بالرسوم البيانية لحركة أسعار الأسهم ولا ما تعنيه المؤشرات الفنية إطلاقاً، فينظر إلى الأسهم كوسيلة لامتلاك جزء من الشركات التي يرغب الاستثمار فيها لا أكثر ولا أقل،