في معمة بواعث الحرب العالمية الأولى التي ألقت بظلالها على العالم ومنه الجزيرة العربية :
- ( جاء في الوثائق البريطانية )
- في شهر شعبان 1333هـ ألقت طائرة بريطانية مناشير على العرب المقيمين في رابغ وجدة . قرأ العرب هذه المناشير , وأخذوا منها نسخا إلى والي الحجاز وشريف مكة وقالوا لهما أن " ليس الأنكليز بل الأراك وحلفاؤهم الألمان , هم الذين سببوا هذه الحرب وجلبوا كل هذه المصائب على بلادنا "
- وفي شهر محرم 1333هـ ظهرت بارجة بريطانية في ميناء جدة , وكان رأي الوالي الذي قدم من مكة لهذا الغرض اطلاق النار عليها . غير أن عرب قبيلة حرب حذروا الوالي أنه إذا تجرأ على اطلاق النار على السفينة قبل أن تطلق هي النار على المدينة , فإنهم سيهاجمونه في الحال , وقالوا إذا كان الأتراك في حالة حرب مع الإنكليز , فإن العرب ليسوا كذلك , ولذلك فإنهم لايريدون السفن أن تهجر موانئهم .
- وفي أوائل ربيع الأول 1333هـ قدمت إلى جدة من الوجه ثلاث سنبوكات تحمل على ظهرها 38 ضابطا ألمانيا وثمانية مدافع وهي في طريقها إلى اليمن , وقد توجهت إلى الحديدة عبر قنفذة ومصوع , وبعد زيارة صنعاء ومواقع أخرى في اليمن , عادت إلى جدة عبر الحديدة والقنفذة والليث , تاركة وراءها في صنعاء 25 ضابطا وخمسة مدافع . ومن الليث جاءوا إلى جدة برا , وحيث أن حرب تقف بشدة ضد التحالف التركي الألماني وقد حذرت الأتراك من أن الألمان الذين يجرؤن على دخول أراضي حرب سيقتلون في الحال . وعندما سمعت قبيلة حرب بوجود الضباط الألمان المشار إليهم قاموا بمراقبتهم وانقضوا عليهم قرب جدة وقتلوا ثمانية منهم , أما الباقون فقد فروا تحت جنح الظلام في سنبوك إلى جدة ومنها توجهوا شمالا إلى الوجه .
- وفي شعبان 1333هـ , وصلت المدينة ( 16) كتيبة تركية مع والي جديد , والتقت حرب بالوالي الجديد وأبلغوه أنهم لن يسمحوا بتوريط الحجاز في الحرب العظمى إكراما للألمان , وأن ليس ثمة حاجة لوجود قوات في الحجاز , وعليها لذلك العودة شمالا إلى حيث جاءت , ولما حاول الوالي المضي باتجاه الجنوب قتل أربعة من جنودة على يد قبيلة حرب وكان علي نجل شريف مكة في المدينة آنذاك , فطلب إليه الوالي التدخل لتسوية الموضوع وكان على الوالي أن يقسم على القرآن بأن ليس بين ضباطه ضباط ألمان , وأنه لن يتخذ خدوات عدائية ضد الحجاز , وأن قواته إنما تتجه نحو اليمن ونجد , وقد عمدت قبيلة حرب إلى قطع الطريق بين جدة ومكة قبل مغادرة المبعوث جدة . وعندما كان في طريقه إلى هناك من بورت سودان , قيل للمبعوث إن الأتراك قد بعثوا بكتيبتين من الطائف إلى جدة , وإذا ما صح ذلك فإنه إنما يدل على أن ثورة قبائل حرب قد اتخذت منعطفا خطيرا , وأن هذه القوات انما أرسلت لإخضاعها .